responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 109


تلك المدّعيات للآخرين فهو - كما قلنا مراراً - الاستدلال العقلي البرهاني ، فلا يختلف هذا الاتّجاه عن الاتّجاهات السابقة عليه .
ومن الخير أن نتتبّع كلمات مؤسّس هذه المدرسة للتعرّف على النهج الذي اختاره للوصول إلى الغاية التي يبتغيها .
يقول السهروردي : « وأمّا أنت إن أردت أن تكون عالماً إلهيّاً من دون أن تتعب وتداوم على الأمور المقرّبة إلى القدس ، فقد حدّثت نفسك بالممتنع أو شبيه الممتنع ، فإن طلبت واجتهدت لا تلبث زماناً طويلاً إلاّ ويأتيك البارقة النورانيّة وسترتقي إلى السكينة الإلهيّة الثابتة » [1] .
المزاوجة بين العقل والكشف الواضح من عبارة السهروردي هذه أنّ الطريق لدرك العلوم الإلهيّة والمعارف الحقيقيّة إنّما يكمن بتهذيب النفس والمداومة على الأمور المقرّبة إلى عالم القدس والطهارة . ولكن هذا ليس بمعنى ردّ النظر والفكر والاستدلال العقلي - كما قد يتوهّم بعضٌ من أنّ هذا الاتّجاه لا يختلف عن المسلك العرفاني - بل العكس ; فإنّ شيخ الإشراق يصرّح بأهمّية دور الاستدلال العقلي في المنهج الذي يتّبعه للوصول إلى الغاية المطلوبة ، فلهذا يقول : « إنّه لا يمكن فهم حقيقة الحكمة الإشراقيّة ما لم يكن الحكيم ماهراً في العلوم البحثيّة والمناهج الاستدلاليّة البرهانيّة » . والشاهد على ذلك هو أنّه ينصح بمطالعة كتاب « التلويحات » ثمّ « المشارع والمطارحات » قبل الوقوف على كتابه



[1] ديناني ، د . غلام حسين إبراهيمي ، شعاع أنديشه و شهود در فلسفة سهروردي ( بالفارسيّة ) ، منشورات الحكمة : ص 47 .

109

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست