responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 350


في العالم النفساني المسمى باللوح المحفوظ وأم الكتاب وفي الألواح القدرية القابلة للمحو والإثبات كما قال الله تعالى « يَمْحُوا الله ما يَشاءُ ويُثْبِتُ وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ » [1] .
وجميع هذه الكتب مما كتبها يد الرحمن فإن العناية الإلهية اقتضتها وأنشأتها على وفق علمه تعالى بذاته علما فعليا لأن ما عداه من آثار وجوده وقدرته .
فكما أن المهندس يسطر صورة أبنية الدار في نسخة ثم يخرجها إلى الوجود فكذلك فاطر السماوات والأرض كتب على نفسه الرحمة وأخرج نسخة العالم من أوله إلى آخره فوجد العالم على وفق تلك النسخة بأيدي ملائكة عمالة يستخدمها ملائكة علامة فإذا تم وجود العالم بصورته خلق الله نوع البشر من الأرض فأراد أن يجعل منها خليفة له [1] في الدنيا ونائبا منه في عمارة النشأة الآخرة فأعطى للإنسان قوى ومشاعر هي آلات الحس والتخيل والتعقل فإذا أحس بصورة العالم تأدت منه صورة أخرى إلى حسه ومنه إلى خياله .
فإن من نظر إلى السماء والأرض ثم غض بصره يرى صورة السماء والأرض في خياله حتى كأنه ينظر إليها ويشاهدها ولو انعدمت صورتها من الخارج لا يقدح في مشاهدته إياها ثم يتأدى من خياله إلى عقله صورتها على وجه أعلى وأشرف فيحصل في العقل حقائق الأشياء التي دخلت في الحس والخيال .
فالحاصل في العقل الإنساني موافق للعالم الموجود في نفسه والعالم الكوني مطابق للنسخة الموجودة منه في اللوح العقلي وهو قلوب الملائكة المقربين وهو كما علمت سابق على وجوده في اللوح القدري السابق على وجوده الكوني



[1] : س 13 ى 39 .
[1] : س 1 ى 98 .

350

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست