responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 338


الإحساس لم يتهافت على النار مرة بعد أخرى وقد تأذى بها أولا .
وبعد ذلك درجة المتخيلات وما دام الإنسان في هذا المنزل حكمه حكم الطير وسائر الحيوان البهيمي فإن الطير وغيره إذا تأذى في موضع بالضرب يفر منه ولم يعاود لأنه بلغ المنزل الثاني وهو حفظ المتخيل بعد غيبوبتها عن الحواس .
فما دام الإنسان في هذا المنزل فهو بعد بهيمة ناقصة إنما حده أن يحذر عن شيء تأذى به مرة وما لم يتأذ بشيء فلا يدري أنه مما يحذر منه .
وبعد ذلك وهو منزلة الثالث درجة الموهومات فهو في هذا المنزل بهيمة كاملة كالفرس مثلا .
فإنه يحذر من الأسد إذا رآه وإن لم يتأذ به قط فلا يكون تنفره موقوفا على التأذي منه بشخصه بل الشاة ترى الذئب أولا فيحذره وترى الجمل والبقر وهما أعظم منه شكلا وأهول منه صورة فلا يحذرهما إذ ليس من طبعهما إيذاؤها فإلى هذا المنزل يشارك الإنسان البهائم .
وبعد هذا يترقى إلى [1] عالم الإنسانية فيدرك الأشياء التي لا يدخل في حس ولا تخيل ولا وهم ويحذر الأمور المستقبلة ولا يقتصر حذره على العاجلة ويدرك الأشياء الغائبة عن الحس والخيال والوهم ويطلب الآخرة والبقاء الأبدي ومن هاهنا يقع عليه اسم الإنسانية بالحقيقة وهذه الحقيقة هي الروح المنسوبة إلى الله تعالى في قوله « ونَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي » [1] .
وفي هذا العالم يفتح له باب الملكوت فيشاهد الأرواح المجردة عن غشاوة هذه القوالب وأعني بهذه الأرواح الحقائق المحضة المجردة عن كسوة التلبيس و



[1] : ثم يترقى منه د ط آ ق .
[1] : س 15 ى 29 .

338

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست