نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 295
في الأولى والفعل هاهنا مقدم على الملكة وهناك بالعكس قال سبحانه في قصة ابن نوح « إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ » وفي الخبر : « خلق الله الكافر من ذنب المؤمن » وفي كلام فيثاغورث اعلم أنك ستعارض لك في أقوالك وأفعالك وافكارك وسيظهر لك من كل حركة فكرية أو قولية أو فعلية صور روحانية وجسمانية فإن كانت الحركة غضبية أو شهوية صارت مادة لشيطان يؤذيك في حياتك ويحجبك عن ملاقاة النور بعد وفاتك وإن كانت الحركة عقلية صارت ملكا تلتذ بمنادمته في دنياك وتهتدي بنوره في آخرتك [1] إلى جوار الله وكرامته . فإذا انقطع الإنسان عن الدنيا وتجرد عن مشاعر البدن وكشف عنه الغطاء يكون الغيب له شهادة والسر علانية والخبر عيانا فيكون حديد البصر قاريا لكتاب نفسه بقوله سبحانه « فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ » [1] وقوله « وكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ونُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً » [1] . فمن كان من أهل السعادة وأصحاب اليمين وكان معلوماته أمورا مقدسة فقد أوتي كتابه بيمينه من جهة عليين « إِنَّ كِتابَ الأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ » [1] ومن كان من الأشقياء المردودين وكان معلوماته مقصورة على الجرميات فقد أوتي كتابه من جهة سجين إن الفجار [1] لفي سجين لكونه من المجرمين المنكوسين لقوله « ولَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ » [1]