responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 25


واقعية والحكم على الشيء لا يمكن إلا بعد وجوده وإذ ليست في الأعيان فهي في الأذهان .
هذا أصل الدليل المشهور من القوم ثم أوردوا عليه اعتراضات كثيرة من جهات كثيرة ولم يتيسر لهم انحلال أكثرها ونحن بفضل الله قد اهتدينا إلى أصول كشفية ارتفعت بها سائر الإشكالات في هذا المقام وزالت بإشراقها ظلمات تلك الأوهام .
الإشراق الثالث في الإشارة إلى أصل يرتفع به كثير من الشبه الواردة على الوجود الذهني وهو أن الله سبحانه خلق النفس الإنسانية بحيث يكون لها اقتدار على إيجاد صور الأشياء في عالمها لأنها من سنخ الملكوت وعالم القدرة [1] والمانع من التأثير العيني غلبة أحكام التجسم وتضاعف جهات الإمكان وحيثيات الأعدام والملكات لصحبة المادة وعلائقها وكل صورة صدرت عن الفاعل الغالب عليه أحكام الوجوب والتجرد والغنى يكون لها حصول تعلقي بذلك الفاعل بل حصولها في نفسها هو بعينه حصولها لفاعلها المفيض لوجودها وهو الفاعل في عرف الإلهيين .
وأما الفاعل في اصطلاح الطبيعيين فكل مبدأ حركة ولو على سبيل الإعداد كالبناء في بنائه والنجار في نجره وهما بالقابل أشبه منهما بالفاعل بما هما جسمانيان وإنما فاعليتهما الشبيهة بالفاعلية الحقيقية ما ينشئانه في باطنهما من تصوير البيت والسرير وأمثالهما فالنفس خلقت وأبدعت مثالا للباري جل اسمه ذاتا وصفة وفعلا مع التفاوت بين المثال والحقيقة فللنفس في ذاتها عالم خاص ومملكة شبيهة بمملكة بارئها مشتملة على أمثلة الجواهر والأعراض المجردة والمادية وأصناف الأجسام الفلكية والعنصرية البسيطة والمركبة وسائر الخلائق تشاهدها بنفس حصولها منها بالعلم



[1] : في بعض النسخ وعالم القدرة والقوة .

25

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست