responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 190


فالمحافظة على الأبدان بحسب كمالها الشخصي والنوعي وأما في الإنسان فهذه المحافظة مع ما يتوسل بها الشخص إلى اكتساب الخير الحقيقي والكمال الأبدي بحسب العلم والعمل .
فالعناية الأزلية جعلت في جبلة الحيوانات داعية الجوع والعطش ليدعو نفوسها إلى الأكل والشرب ليخلف بدلا عما يتحلل ساعة فساعة من البدن الدائم التحلل والذوبان لأجل استيلاء الحرارة الغريزية الحاصلة فيه من نار الطبيعة وجعلت لنفوسها أيضا الآلام والأوجاع عند الآفات العارضية لأبدانها لتحرض [1] النفوس على حفظ الأبدان من الآفات إلى أجل معلوم .
حكمة مشرقية قد ورد في الكتاب الإلهي في أهل النشأة الآخرة « لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا » [1] وهو رزق خاص في وقت معلوم وهذا لا ينافي قوله « أُكُلُها دائِمٌ » [1] كما هو معلوم عند الطبيعيين من أن الإنسان إذا أكل الطعام حتى يشبع فذلك ليس بغذاء ولا أكل على الحقيقة وإنما هو كالجابي الجامع للمال في خزائنه وهي المعدة فإذا اختزنت ما فيها ورفعت يده فحينئذ يتولاها الطبيعة بالتدبير وتحيلها من حال إلى حال وتغذي البدن بها في كل نفس فهو لا يزال في غذاء دائم ولو لا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب نشأة كل متغذ والله حكيم فإذا خلت الخزانة حرك [1] بالطبع الجابي إلى تحصيل ما يملأها به ولا يزال الأمر هكذا أبدا فهذا صورة الغذاء في كل نفس دنيا وآخرة .



[1] : لتحريص النفوس آ ق ل ن .
[1] : سورة مريم 19 آية 63 « لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً » .
[1] : سورة الرعد 14 آية 35 « تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ » .
[1] : حرك الطبع الجابي آ ق ا س م ن .

190

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست