نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 51
إسم الكتاب : الشفاء - الإلهيات ( عدد الصفحات : 294)
فالفيلسوف يتدارك ما عرض لأمثال هؤلاء من وجهين : أحدهما حل ما وقع فيه من الشك والثاني التنبيه التام على أنه لا يمكن أن يكون بين النقيضين واسطة . أما حل ما وقع فيه فمن ذلك أن يعرفه أن الناس ناس لا ملائكة . ومع ذلك فليس يجب أن يكونوا متكافئين في الإصابة ولا يجب إذا كان واحد أكثر صوابا في شيء من آخر أن لا يكون الآخر أكثر صوابا منه في شيء آخر . وأن يعرف أن أكثر المتفلسفين يتعلم المنطق وليس يستعمله بل يعود آخر الأمر فيه إلى القريحة فيركبها ركوب الراكض من غير كف عنان أو جذب خطام . وأن من الفضلاء من يرمز أيضا برموز ويقول ألفاظا ظاهرة مستشنعة أو خطأ وله فيها غرض خفي بل أكثر الحكماء بل الأنبياء الذين لا يؤتون من جهة غلطا أو سهوا هذه وتيرتهم . فهذا يزيل شغل قلبه من جهة ما استنكر من العلماء . ثم يعرفه فيقول : إنك إذا تكلمت فلا يخلو إما أن تقصد بلفظك نحو شيء من الأشياء بعينه أو لا تقصد فإن قال إذا تكلمت لم أفهم شيئا فقد خرج هذا من جملة المسترشدين المتحيرين وناقض الحال في نفسه وليس الكلام معه هذا الضرب من الكلام . وإن قال : إذا تكلمت فهمت باللفظ كل شيء فقد خرج عن الاسترشاد .
51
نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 51