نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 181
إسم الكتاب : الشفاء - الإلهيات ( عدد الصفحات : 294)
وكذلك إن قيل : إن كونه صاحب تلك الخاصية أولى فمعناه أن صدوره عنها أوفق . فهو إذن موجب له أو ميسر لوجوبه والميسر إما علة بالذات وإما بالعرض فإذا لم تكن علة أخرى بالذات غيره فليس هو بالعرض لأن الذي بالعرض هو على أحد النحوين المذكورين فبقي أن تلك الخاصية بنفسها موجبة . فالخاصية الموجبة تسمى قوة وهذه القوة عنها تصدر الأفاعيل الجسمانية وإن كان بمعونة من مبدأ أبعد . ولنؤكد بيان أن لكل حادث مبدأ ماديا فنقول بالجملة : إن كل حادث بعد ما لم يكن فله لا محالة مادة لأن كل كائن يحتاج إلى أن يكون قبل كونه ممكن الوجود في نفسه فإنه إن كان ممتنع الوجود في نفسه لم يكن البتة . وليس إمكان وجوده هو أن الفاعل قادر عليه بل الفاعل لا يقدر عليه إذا لم يكن هو في نفسه ممكنا . أ لا ترى أنا نقول : إن المحال لا قدرة عليه ولكن القدرة هي على ما يمكن أن يكون فلو كان إمكان كون الشيء هو نفس القدرة عليه كان هذا القول كأنا نقول : إن القدرة أنما تكون على ما عليه القدرة وكأنا نقول : إن المحال ليس عليه قدرة لأنه ليس عليه قدرة وما كنا نعرف أن هذا الشيء مقدور عليه أو غير مقدور عليه بنظرنا في نفس الشيء بل بنظرنا في حال قدرة القادر هل عليه قدرة أم لا . فإن أشكل علينا أنه مقدور عليه أو غير مقدور
181
نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 181