نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 13
بما هو واحد والكثير بما هو كثير والموافق والمخالف والضد وغير ذلك فبعضها يستعملها استعمالا فقط وبعضها إنما يأخذ حدودها ولا يتكلم في نحو وجودها . وليست عوارض خاصة لشيء من موضوعات هذه العلوم الجزئية وليست من الأمور التي يكون وجودها إلا وجود الصفات للذوات ولا أيضا هي من الصفات التي تكون لكل شيء . فيكون كل واحد منها مشتركا لكل شيء ولا يجوز أن يختص أيضا مقولة ولا يمكن أن يكون من عوارض شيء إلا الموجود بما هو موجود . فظاهر لك من هذه الجملة أن الموجود بما هو موجود أمر مشترك لجميع هذه وأنه يجب أن يجعل الموضوع لهذه الصناعة لما قلنا . ولأنه غني عن تعلم ماهيته وعن إثباته حتى يحتاج إلى أن يتكفل علم غير هذا العلم بإيضاح الحال فيه لاستحالة أن يكون إثبات الموضوع وتحقيق ماهيته في العلم الذي هو موضوعه بل تسليم إنيته وماهيته فقط . فالموضوع الأول لهذا العلم هو الموجود بما هو موجود ومطالبة الأمور التي تلحقه بما هو موجود من غير شرط . وبعض هذه أمور هي له كالأنواع : كالجوهر والكم والكيف فإنه ليس يحتاج الموجود في أن ينقسم إليها إلى انقسام قبلها حاجة الجوهر إلى انقسامات حتى يلزمه الانقسام إلى الإنسان وغير الإنسان . وبعض هذه كالعوارض الخاصة مثل الواحد والكثير والقوة والفعل والكلي والجزئي والممكن والواجب فإنه ليس يحتاج الموجود في قبول هذه الأعراض والاستعداد لها إلى أن يتخصص طبيعيا أو تعليميا أو خلقيا أو غير ذلك .
13
نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 13