نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 114
وإذ قد عرفت صورة الحال في السطح فقد عرفت في الخط فاجعله قياسا عليه . فقد تبين لك أن هذه أعراض لا تفارق المادة وجودا وعرفت أيضا أنها لا تفارق الصورة التي هي في طباعها مادية توهما أيضا . فقد بقي أن تعلم كيف ينبغي أن يفهم قولنا : إن السطح يفارق الجسم توهما وإن الخط يفارق السطح توهما . فنقول : إن هذه المفارقة تفهم في هذا الموضع على وجهين : أحدهما أن نفرض في الوهم سطح ولا جسم وخط ولا سطح والآخر أن يلتفت إلى السطح ولا يلتفت إلى الجسم أصلا أنه معه أوليس معه . وأنت تعرف أن الفرق بين الأمرين ظاهر فإنه فرق بين أن ينظر إلى الشيء وحده وإن كان معتقدا أنه مع غيره لا يفارقه وبين أن ينظر إليه وحده مع شرط مفارقته ما هو معه محكوما عليه بأنه كما التفت إليه وحده حتى يكون هو في وهمك قائم وحده . فهو مع ذلك يفرق بينه وبين الشيء الآخر محكوما بأن ذلك الشيء ليس معه . فمن ظن أن السطح والخط والنقطة قد يمكن أن يتوهم سطحا وخطا ونقطة مع فرض أن لا جسم مع السطح ولا مع الخط ولا مع النقطة فقد ظن باطلا وذلك لأنه لا يمكن أن يفرض السطح في الوهم مفردا ليس نهاية لشيء إلا أن يتوهم مع وضع خاص ويتوهم له جهتان توصلان الصائر إليه إيصالا يلقي جانبين غيرين كما علمت . فيكون حينئذ ما توهم سطحا غير سطح .
114
نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 114