responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلد الأمين والدرع الحصين نویسنده : الشيخ إبراهيم الكفعمي    جلد : 1  صفحه : 321


صرفت كف المنية إذ أتت مبادرة تهوي إليه الذخائر ولا دفعت عنه الحصون التي بنى وحف بها أنهارها والدساكر ولا قارعت عنه المنية خبله ولا طمعت في الذب عنه العساكر نثر أتاه من أمر الله ما لا يرد ونزل به من قضائه ما لا يصد فتعالى الملك الجبار المتكبر القهار قاسم الجبارين ومبير المتكبرين شعر مليك عزيز ما يرد قضاؤه عليم حكيم نافذ الأمر قاهر عنى كل ذي عز لعزة وجهه فكل عزيز للمهيمن صاغر لقد خشعت واستسلمت وتضاء لتلعزة ذي العرش الملوك الجبابر نثر فالبدار البدار والحذار الحذار من الدنيا ومكايدها وما نصبت لك من مصايدها وتجلى لك من زينتها واستشرف لك من فتنتها شعر وفي دون ما عاينت من فجعاتها إلى رفضها داع وبالزهد آمر فجد ولا تغفل فعيشك زايل وأنت إلى دار المنية ضاير ولا تطلب الدنيا فإن طلابها وإن نلت منها غبه لك ضائر نثر فهل يحرص عليها لبيب أو يسر بلذتها أريب وهو على ثقة من فنائها وغير طامع في بقائها أم كيف تنام عين من يخشى البيات أو تسكن نفس من يتوقع الممات شعر ألا لا ولكنا نغر نفوسنا وتشغلنا اللذات عما نحاذر وكيف يلذ العيش من هو موقن بموقف عدل حين تبلى السرائر كأنا نرى ألا نشور وأننا سدى ما لنا بعد الفناء مصاير نثر وما عسى أن ينال طالب الدنيا من لذتها ويتمتع به من بهجتها مع فنون مصائبها وأصناف عجائبها وكثرة تعبه في طلابها وتكادحه في اكتسابها وتكابده من أسقامها وأوصابها شعر وما أن بنى في كل يوم وليلة يروح علينا صرفها ويباكر تعاوره آفاتها وهمومها وكم ما عسى يبقى لها المتعاور فلا هو مغبوط بدنياه آمنوا لا هو عن تطلابها النفس قاصر نثر كم غرت من مخلد إليها وصرعت من مكب عليها فلم تنعثه من صرعته ولم تقله من عثرته ولم تداوه من سقمه ولم تشفه من ألمه شعر بلى أوردته بعد عز ومنعة موارد سوء ما لهن مصادر فلما رأى ألا نجاة وأنه هو الموت لا تنجيه منه الموازر تندم لو يغنيه طول ندامة عليه وأبكته الذنوب الكبائر نثر بكى على ما أسلف من خطاياه وتحسر على ما خلف من دنياه حيث لا ينفعه الاستعبار ولا ينجيه الاعتذار من هول المنية ونزول البلية شعر أحاطت به آفاته وهمومه وأبلس لما أعجزته المعاذر فليس له من كربة الموت فارج وليس له مما يحاذر ناصر وقد جشأت خوف المنية نفسه

321

نام کتاب : البلد الأمين والدرع الحصين نویسنده : الشيخ إبراهيم الكفعمي    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست