جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ » ) * [1] . والذي أنتجه هذا القياس الاقترانيّ المسوق على الشكل الأوّل البديهيّ الإنتاج هو : أنّ للصلاة تأويلا يأتي ذلك التأويل يوم القيامة ، وحيث إنّ للظاهر بطونا متراقية بعضها فوق بعض فللصلاة بطون وتأويلات متدارجة بعضها فوق بعض ، فينطبق على ما نظر إليه البرهان ، وأبصره العرفان . وممّا يدلّ أيضا على أنّ للصلاة كغيرها من العبادات سرّا هو : أنّها من الموجودات المعدودة جزءا من السماوات والأرض ، أي : النظام العينيّ ، وكلّ موجود هو جزء من النظام العينيّ العامّ فله غيب ، كما أنّ له شهادة . وقال سبحانه : * ( « وَلِلَّه ِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْه ِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه ُ » ) * [2] ، وليس المراد هو خصوص ما غاب عنهما ، بل يشمل غيبتهما أيضا . والذي أنتجه هذا القياس أيضا هو : أنّ للصلاة غيبا كما أنّ لها شهادة ، وحيث إنّ للظاهر بطونا - وكلّ باطن فهو غيب للظاهر - فللصلاة غيوب متراقية بعضها فوق بعض ، فينطبق على ما تقدّم من معقول البرهان ومشهود العرفان . وممّا يدلّ أيضا على أنّ للصلاة ولغيرها سرّا بالتقريب المتقدّم قوله سبحانه : * ( « وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُه ُ وَما نُنَزِّلُه ُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ » ) * [3] ، وقوله سبحانه : « * ( وَلِلَّه ِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ ) * . » [4] ؛ وذلك لأنّ الصلاة شيء خارجيّ على ما يأتي ، فهي ممّا له خزينة ، بل خزائن ؛ لأنّ ظاهر الآية هو : أنّ لكلّ شيء خزائن ، لا أنّ لمجموع الأشياء خزائن حتّى يكون من باب وقوع المجموع قبال المجموع الآخر ، فعليه يكون لكلّ موجود طبيعيّ خزائن بعضها فوق بعض ، فينطبق على تعدّد العوالم حسبما قرّر . وحيث إنّ القرآن الحاوي للصلاة وغيرها أيضا شيء خارجيّ في عالم الطبيعة