بين يدي اللَّه تعالى قدّام عرشه تعالى . إلى آخره » [1] . والمستفاد منه : أنّ « صاد » الذي أمر رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - أن يغتسل ويتوضّأ منه هو عين تنفجر من ركن العرش كما تقدّم ، ويقال له : ماء الحياة ، وهو ما قال اللَّه عزّ وجلّ * ( « ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ » ) * ، وأنّ أحوال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله : من القيام والركوع والسجود ، والجلوس والانتصاب من ذلك كانت بالوحي الإلهيّ ، ولكلّ حال ذكر وقول ، كما عن دعوات الراونديّ عن النبيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله - أنّه قال : « أمرني جبرئيل أن أقرأ القرآن قائماً ، وأن أحمده راكعا ، وأن أسبّحه ساجدا ، وان أدعوه جالسا » [2] . كما أنّه روي : « للانتصاب ذكر خاصّ » . ولمّا كان الإنسان كونا جامعا بين الحضرات كلَّها فهو واجد لكلّ حال يجده الملك ، ولا عكس ، إذ قد ورد في الملائكة : « أنّ منهم : سجودا لا يركعون ، وركوعا لا ينتصبون ، وصافّون لا يتزايلون . » [3] ، ولكنّ الإنسان ينتصب تارة ، ويركع أخرى ، ويسجد ثالثة ، ويجلس رابعة ، ويتزايل إلى القيام خامسة ، كما فعله رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - في المعراج . وحيث إنّ ما ورد في سرّ الركوع أنّ تأويله : « آمنت بوحدانيّتك ولو ضربت عنقي » [4] مثال لسائر أحوال الصلاة من القيام ونحوه ، فيمكن أن يقال : إنّ سرّ القيام وتأويله هو الإعلام بالإعداد لمحاربة العدوّ من قوّة ترهبه ، والمقاومة تجاه أيّ بلاء مبين ، إذ الصلاة ممّا يستعان بها للحوادث والكوارث حسبما قال تعالى : * ( « وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ » ) * [5] . وهكذا الإعلام بامتثال قوله تعالى * ( « قُومُوا لِلَّه ِ قانِتِينَ » ) * [6] . وبإطاعة قوله تعالى :
[1] جامع أحاديث الشيعة : ج 5 ص 21 عن علل الشرائع . [2] المصدر السابق : ص 16 عن جامع الدعوات للقطب الراوندي . [3] نهج البلاغة : الخطبة « 1 » . [4] جامع أحاديث الشيعة : ج 5 ص 62 . [5] البقرة : 45 . [6] البقرة : 238 .