responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ جوادي الآملي    جلد : 1  صفحه : 5


الوجود الإلهيّ للأشياء إلَّا للَّه سبحانه ولمن فنى فيه ، يشاهد - حينئذ - تلك الأشياء أيضا ، ولكن بلا شهود تعيّنها ، كما لا يشهد تعيّن نفسه .
والمعهود من غير واحد من آل الحكمة هو : تثليث العوالم من الطبيعة والمثال والعقل ؛ لعدم اتّضاح قاعدة بسيط الحقيقة كلّ الأشياء لديهم ، وأمّا المشهود للأوحديّ منهم هو التربيع بعد اتّضاح تلك القاعدة . فكلّ عال هو سرّ للداني ، كما أنّه غيب له ، إلى أن ينتهي الأمر إلى السرّ الصرف الذي هو الغيب البحت .
ثمّ إنّ المثال الحقّ قد يكون مقيّدا ، وقد يكون مطلقا ؛ وذلك : إمّا بنحو الاتّصال بالنفس ، أو الانفصال عنه ، أو بنحو آخر ، وهكذا العقل : قد يكون مقيّدا وقد يكون مطلقا ، وكلّ ذلك إنّما يصحّ أن يكون سرّا إذا كان حقّا موجودا في نفس الأمر ، تناله النفس المتحرّكة بجوهرها ، لا ما نسجته يد الوهم أو لفّقته يد الخيال ؛ لأنّه باطل ولا سرّ له . وحيث إنّ البيان العرفانيّ موافق للبيان البرهانيّ يكون هذا التربيع مشهودا لدى العارف الواصل ، كما أنّه يكون معقولا للحكيم الكامل ، وتفصيل ذلك على ذمّة الحكمة المتعالية ، وعلى كأهل العرفان النظريّ ، وسيأتي الدليل القرآنيّ المؤيّد لما نطق به البرهان وشاهده العرفان .
وأمّا المقام الثاني ففي الدليل النقلي المؤيّد بالدليل العقلي فهو : أنّ أن الصلاة كغيرها من العبادات ممّا بيّنه القرآن الحكيم ، وكلّ ما بيّنه القرآن فله تأويل كما له تفسير ، وله باطن كما له ظاهر ، ولا بدّ أن يكون التأويل ملائما للتفسير ، والباطن موافقا للظاهر . والتأويل إنّما هو : أمر عينيّ لا ذهنيّ ، ومصداق خارجيّ لا مفهوم نفسيّ ، وسيظهر ذلك التأويل يوم تبلى السرائر ، كما قال سبحانه * ( « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَه ُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُه ُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوه ُ مِنْ قَبْلُ قَدْ

5

نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ جوادي الآملي    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست