نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 77
أقول : الضمير في ولده راجع الى آدم عليه السلام ، واصطفاؤه تعالى للانبياء اعدادهم لافاضة الكمال النبوىّ عليهم ، واخذه على الوحى ميثاقهم هو المشار اليه بقوله * ( ( وإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ) ) * وقوله * ( ( وإِذْ أَخَذَ الله مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ) ) * الآية ، وقوله : لما بدّل تنبيه [1] على وجه الحكمة في بعثة الانبياء وسببها ، وعهد اللَّه الذى بدّلوه هو المشار اليه بقوله : * ( ( وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ) * الآية . قال ابن عباس : لمّا خلق اللَّه آدم مسح على ظهره فاخرج منه كل نسمة هو خالقها الى يوم القيامة ، فقال : الست بربّكم قالوا : بلى فنودى يومئذ : جفّ القلم بما هو كائن الى يوم القيامة . واعلم انّه لما كان الانسان تمام العالم [2] في الوجود الخارجىّ فكذلك في التقدير الالهى المطابق له ، ولذلك كان به تمام التقدير وجفاف القلم ، ولمّا كان من شأن الخلق بحسب ما ركب فيهم من القوى البدنيّة المتنازعة الى كمالاتها ان ينحرفوا عن الاستقامة الى عهد اللَّه ويتّخذوا الانداد معه ، ويجهلوا حقّه للغفلة بحاضر لذّاتهم عن دوام شكره ، وان يحتالهم الشياطين اى : يقتطعهم عن معرفته لا جرم وجب في الحكمة الالهية ان يختص صنفا منهم بكمال اشرف يقتدر معه امناء ذلك الصنف على تكميل الناقصين ممن دونهم ، وهم صنف الانبياء عليهم السلام والغاية منهم ما اشار اليه عليه السلام بقوله : ليستأدوهم ميثاق فطرته اى : يطلبون منهم اداء ما عهد اليهم به حين خلقهم من العبودية والاستقامة عليها ويذكَّرهم ما نسوه من نعمته ويحتجّوا عليهم بتبليغ الرسالات ويثيروا لهم جواهر الادلَّة على وحدانيّته تعالى وتفرّده باستحقاق العبادة فما هو مركوز في فطرتهم وفي قوّتها [3] علمه كالمدفون فيها والمغطَّى بشوائب الهيآت البدنية وقوله : يرشدوهم الى وجوهها ، ليستدلَّوا بما يشاهدونه من الحكمة في خلق السموات والارض وامر معاشهم واسباب حياتهم وموتهم مما عدّوه . وقوله : ولم يخل اللَّه الى قوله :
[1] في نسخة ش بزيادة : يدل [2] في ش : العالمين [3] في نسخة ش بزيادة : على .
77
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 77