responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 76


الفصل الثاني قوله : واصطفى سبحانه من ولده أنبياء أخذ على الوحى ميثاقهم ، وعلى تبليغ الرّسالة أمانتهم ، لمّا بدّل أكثر خلقه عهد اللَّه إليهم فجهلوا حقّه واتّخذوا الأنداد معه واجتالتهم الشّياطين عن معرفته واقتطعتهم عن عبادته ، فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكَّروهم منسىّ نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتّبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول ويروهم الآيات المقدّرة : من سقف فوقهم مرفوع ، ومهاد تحتهم موضوع ، ومعايش تحييهم وآجال تفنيهم ، وأوصاب تهرمهم ، وأحداث تتابع عليهم ، ولم يخل سبحانه خلقه من نبيّ مرسل ، او كتاب منزل ، أو حجّة لازمة ، أو محجّة قائمة : رسل لا تقصّر بهم قلَّة عددهم ، ولا كثرة المكذّبين لهم : من سابق سمّى له من بعده ، أو غابر عرّفه من قبله : على ذلك نسلت القرون ، ومضت الدّهور ، وسلفت الآباء وخلفت الأبناء ، إلى أن بعث اللَّه سبحانه محمّدا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله لإنجاز عدته ، وتمام نبوّته ، مأخوذا على النّبيّين ميثاقه ، مشهورة سماته كريما ميلاده . وأهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة ، وأهواء منتشرة وطوائف متشتّته ، بين مشبّه للَّه بخلقه أو ملحد في اسمه ، أو مشير إلى غيره ، فهداهم به من الضّلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة . ثمّ اختار سبحانه لمحمّد صلَّى اللَّه عليه وآله لقاءه ، ورضى له ما عنده ، وأكرمه عن دار الدّنيا ، ورغب به عن مقارنة البلوى ، فقبضه إليه كريما صلَّى اللَّه عليه وآله وخلَّف فيكم ما خلَّفت الأنبياء في أممها - إذ لم يتركوهم هملا : بغير طريق واضح ، ولا علم قائم : كتاب ربّكم فيكم : مبيّنا حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ، ورخصه وعزائمه ، وخاصّه وعامّه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه ، مفسّرا مجمله ، ومبيّنا غوامضه ، بين مأخوذ ميثاق في علمه ، وموسّع على العباد في جهله . وبين مثبت فى الكتاب فرضه ومعلوم في السّنّة نسخه ، وواجب في السّنّة أخذه ، ومرخّص في الكتاب تركه ، وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله . ومباين بين محارمه : من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه . وبين مقبول في أدناه ، موسّع في أقصاه .

76

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست