نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 608
112 - وقال عليه السّلام : شتّان ما بين عملين : عمل تذهب لذّته وتبقى تبعته ، وعمل تذهب مئونته ويبقى أجره . فالعمل الأوّل : العمل للدنيا ، والثاني ، العمل للآخرة . 113 - وتبع جنازة فسمع رجلا يضحك ، فقال عليه السلام : كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب ، وكأنّ الَّذى نرى من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون نبوّئهم أجداثهم ، ونأكل تراثهم ، كأنّا مخلَّدون بعدهم قد نسينا كلّ واعظة ، ورمينا بكلّ جائحة طوبى لمن ذلّ فى نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت خليقته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من لسانه ، ووسعته السّنّة ولم ينسب إلى البدعة . « قال الرضىّ : أقول : ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم . » وجه التشبيهات : قلَّة اهتمام الناس بالموت لغفلتهم وعدم اعتبارهم بمن يموت . وتبوأ المكان : أخذ منه . والجائحة : الداهيّة . والكلام واضح . 114 - وقال عليه السّلام : غيرة الرّجل إيمان ، وغيرة المرأة كفر . وذلك انّ غيرة الرجل : انكار لما أسخط اللَّه . وغيرة المرأة : انكار لما أحبّه ورضيه . 115 - وقال عليه السّلام : لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلى : الإسلام هو التّسليم ، والتّسليم هو اليقين ، واليقين هو التّصديق ، والتّصديق هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل الصّالح . هذه النسبة بالتعريف ، أشبه منها بالقياس . فعرّف الاسلام : بانّه التسليم للَّه ، والدخول فى طاعته وهو تفسير لفظ بلفظ أعرف منه . والتّسليم بانّه اليقين ، وتعريف بلازم مساو . إذ التسّليم الحقّ : انّما يكون عن تيقّن بيّن سلم له ، واستحقاقه التسليم ، واليقين بانّه التصديق أي : التصديق الجازم المطابق البرهانىّ ، فذكر جنسه ونبّه بذلك على حدّه او رسمه .
608
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 608