نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 605
102 - وقال عليه السّلام : لا يقيم أمر اللَّه سبحانه إلَّا من لا يصانع ولا يضارع ، ولا يتّبع المطامع . فالمصانعة : المصالحة بالرشوة ونحوها . والمضارعة ، مفاعلة من الضّرع ، وهو : الذلَّة كأنّ كلَّا منهما يضرع للآخر . واستلزام الامور الثلاثة ليضيع أوامر اللَّه . واللَّين فى اقامة امر دينه ظاهر . 103 - وقال عليه السّلام : » وقد توفىّ سهل بن حنيف الأنصارىّ بالكوفة بعد مرجعه معه من صفيّن ، وكان من أحبّ النّاس إليه : لو أحبّنى جبل لتهافت . قال الرضىّ « ومعنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار والمصطفين الأخيار ، وهذا مثل قوله : من أحبّنا أهل البيت فليستعدّ للفقر جلبابا . وتهافت : سقط قطعة قطعة . وقد يؤوّل ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره . » 104 - وقال عليه السّلام : لا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا عقل كالتّدبير ، ولا كرم كالتّقوى ، ولا قرين كحسن الخلق ، ولا ميراث كالأدب ، ولا قائد كالتّوفيق ، ولا تجارة كالعمل الصّالح ، ولا ربح كالثّواب ، ولا ورع كالوقوف عند الشّبهة ، ولا زهد كالزّهد فى الحرام ، ولا علم كالتّفكر ، ولا عبادة كأداء الفرائض ، ولا إيمان كالحياء والصّبر ، ولا حسب كالتّواضع ، ولا شرف كالعلم ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة . فقوله : اعود أي : أنفع لصاحبه ، واستعار لفظ المال للعقل : لانّ بهما الغنى . ولفظ الوحدة للعجب لما يلزمهما من الوحشة فانّ المعجب بنفسه يرى الناس دونه فيلزم ذلك عدم الأنس بهم ، وعدم التواضع لهم المستلزم للوحشة كما سبق . والتدبير تصرّف العقل العملى فى المصالح ، كما ينبغي فقد يسمّى عقلا وان كان ثمرة العقل . ولما كان التقوى مستلزما للزهد فى الدنيا ، وبذل اشرف متاعها بسهولة وطيب نفس ، فلا كرم مثله .
605
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 605