نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 603
حدودا فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلَّفوها . ما سكت عنه كالعلوم التي لم يرد فى الشرع التكليف بها ، كالبحث عن القضاء والقدر ونحوه من المسائل . 98 - وقال عليه السّلام : لا يترك النّاس شيئا من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم إلَّا فتح اللَّه عليهم ما هو أضرّ منه . ذلك [1] كمن يخفف عبادته ويؤخّرها عن أوقاتها لاشتغاله بإصلاح صنعته أو تجارته . ولمّا كان الحرص فى كلّ امر دنيوىّ معدّا لطلب الزيادة فيه ، والاستكثار منه ، وبحسب ذلك يكون البعد عن الآخرة ، كان ذلك بابا من أبواب طلبها واصلاحها أشدّ من تركها ، واوسع فكان أصعب واضّر . 99 - وقال عليه السّلام : ربّ عالم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه . اراد علماء الرّواية دون الدراية . والعلماء بما لا نفع فيه من العلوم فى الآخرة ، كعلم السحر مثلا لمن جهل شرائع الاسلام ، فتعدّى حدا ، اوجب هلاكه فى الدنيا ، واستلزم هلاكه فى الآخرة مع وجود ذلك العلم معه . 100 - وقال عليه السّلام : لقد علَّق بنياط هذا الإنسان بضعة هى أعجب ما فيه وهو القلب ، وله موادّ من الحكمة وأضداد من خلافها : فإن سنح له الرّجاء أذلَّه الطَّمع ، وإن هاج به الطَّمع أهلكه الحرص ، وإن ملكه اليأس قتله الأسف ، وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ ، وإن أسعده الرّضا نسى التّحفّظ ، وإن ناله الخوف شغله الحذر ، وإن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة ، وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع ، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى ، وإن عضّته الفاقة شغله البلاء ، وإن جهده الجوع قعد به الضّعف ، وإن أفرط به الشّبع كظَّته البطنة ، فكلّ تقصير به مضرّ ، وكلّ إفراط له مفسد .