responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 587


واللَّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم ، وإنّكم لتشقّون على أنفسكم فى دنياكم ، وتشقون به فى آخريكم ، وما أخسر المشقّة ورءاها العقاب ، وأربح الدّعة معها الأمان من النّار . اشتدّوا : عدوا بين يديه ، والشقاء فى الآخرة بذلك : لأنه تعظيم لغير اللَّه .
33 - وقال عليه السّلام لابنه الحسن : يا بنىّ ، احفظ عنّى أربعا ، وأربعا ، لا يضرّك ما عملت معهنّ : إنّ أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب ، وأكرم الحسب حسن الخلق . يا بنّىّ ، إيّاك ومصادقة الأحمق فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك ، وإيّاك ومصادقة البخيل فإنّه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه ، وإيّاك ومصادقة الفاجر فإنّه يبيعك بالتّافه ، وإيّاك ومصادقة الكذّاب فإنّه كالسّراب : يقرّب عليك البعيد ، ويبعد عليك القريب . لمّا كان العقل أشرف من المال ، وأفضل ، كان الغنى به أفضل انواع الغنى ، والفقر منه بالحمق اكثر انواع الفقر . وامّا العجب بالنفس : فهو وما يلزمه من رذيلة الكبر أقوى الأسباب الموجبة لاستيحاش المعجب من الخلق ، لما يرى لنفسه من الفضيلة عليهم ، ولا يرى لنفسه قريبا ولا أهلا للمصاحبة ، وبحسب ذلك يكون نفرتهم منه ، ولذلك كان التواضع مستلزما لانفسهم . والحسب ما يعد من المآثر ، واشرفها الكمالات النفسانيّة الباقية . وقد يخصّ حسن الخلق فى العرف بسعة الصدر والتواضع والبشاشة . والتافه : الشيء القليل . وباقى الفصل ظاهر .
وانّما قال : اربعا واربعا لأن الأربع الاولى ، من باب اكتساب الفضائل الخلقيّة ، والثانية من باب المعاملة مع الخلق . وقيل : الاولى من باب الاثبات ، والثانية من باب النفى .
34 - وقال عليه السّلام : لا قربة بالنّوافل إذا أضرّت بالفرائض . فالإضرار بالفرائض : تخفيفها ، وتنقيص فضلها للتعب ، والملال من النافلة ، وأراد بنفى القربة : كمالها وفضيلتها .

587

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 587
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست