responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 57


بعليّات الامور دون محقراتها ، اى : لا تدركه النفوس ذوات الهمم البعيدة وان امعنت فى الطلب كنه حقيقته ، وقدّم الصفة للعناية بها .
الخامس : كونه لا يناله غوص الفطن ، اى الفطن الغائصة واستعار لفظ الغوص هنا لتعمّق الافهام الثاقبة في بحار صفات جلاله التي لاقرار لها ولا غاية ، واعتبار انّ نعوت كماله التي لا تقف عند حدّ ونهاية .
السادس : كون صفته لا حدّ لها اى : ليس لما تعتبر ، عقولنا له من الصفات نهاية معقولة يكون حدّا لها ، ويحتمل ان يريد انّه لا صفة له فتحّد كقولهم .
ولا ارى الضبّ بها ينحجر اى : لا ضبّ بها فينحجر . وقوله : حدّ محدود ، كقولهم : شعر شاعر .
السابع : ولا لمطلق ما يوصف به ، ايضا نعت بجمعه وينحصر فيه .
الثامن : ولا لصفته وقت معدود ، اى : داخل في العدد [1] ، وذلك لتقدّسه تعالى عن احاطة الزمان المتأخر عنه بمراتب .
التاسع : وكذلك ولا أجل ممدود ، لكونه تعالى واجب الوجود دائما .
العاشر : من نعوت كماله ، [2] فطر الخلائق بقدرته ، والفطر : الشقّ والابداع واستعار وصفه لايجاد الخلق ملاحظة لما يتوهّم من شقّ ظلمة العدم بنور وجودهم .
الحادى عشر : كونه نشر الرّياح برحمته ، اى : بسطها لكونها سببا عظيما لبقاء انواع الحيوان والنبات ، وصلاح الأمزجة ونموّها ، واسنده الى رحمته ، لشمولها هذا العالم ، ومن آثارها حملها السحاب المترع بالماء على وفق الحكمة ليصيب الارض الميتة فينبت بها الزرع وتملاء الضرع ، كقوله تعالى : * ( ( وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه ) ) * [3] واستقراء كلام العرب يدلّ على استعمالهم لفظ الرياح في الرحمة ، والريح في العذاب .
الثاني عشر : كونه وتدّ بالصخور ميدان ارضه ، اى ارضه المائدة فقدّم الصفة لانّ ذكرها اهمّ ، لكونها سببا في نصب الجبال ، وهو كقوله تعالى : * ( ( وأَلْقى فِي الأَرْضِ رَواسِيَ ) *



[1] في ش : في العدّ .
[2] في نسخة ش : كونه فطر .
[3] سورة الفرقان - 48 .

57

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست