responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 526


وخنته مع الخائنين فلا ابن عمّك آسيت ، ولا الأمانة أدّيت ، وكأنّك لم تكن اللَّه تريد بجهادك وكأنّك لم تكن على بيّنة من ربّك ، وكأنّك انّما كنت تكيد هذه الأمّة عن دنياهم ، وتنوى غرّتهم عن فيئهم ، فلمّا أمكنتك الشّدّة فى خيانة الأمّة أسرعت الكرّة ، وعاجلت الوثبة ، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم اختطاف الذّئب الأزلّ دامية المعزى الكسيرة ، فحملته إلى الحجاز رحيب الصّدر بحمله غير متأثّم من أخذه كأنّك - لا أبا لغيرك - حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمّك فسبحان اللَّه أما تؤمن بالمعاد أو ما تخاف من نقاش الحساب أيّها المعدود - كان - عندنا من ذوى الألباب كيف تسيغ شرابا وطعاما وأنت تعلم أنّك تأكل حراما وتشرب حراما وتبتاع الإماء وتنكح النّساء من مال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين الَّذين أفاء اللَّه عليهم هذه الاموال وأحرز بهم هذه البلاد فاتّق اللَّه واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم ، فانّك إن لم تفعل ثمّ أمكننى اللَّه منك لأعذرنّ إلى اللَّه فيك ، ولأضربنّك بسيفى الَّذى ما ضربت به أحدا إلَّا دخل النّار واللَّه لو أنّ الحسن والحسين فعلا مثل الَّذى فعلت ما كانت لهما عندى هوادة ، ولا ظفرا منّى بارادة ، حتّى آخذ الحقّ منهما ، وأزيح الباطل عن مظلمتهما ، وأقسم باللَّه ربّ العالمين : ما يسرّنى أنّ ما أخذت من أموالهم حلال لى أتركه ميراثا لمن بعدى ، فضحّ رويدا فكأنّك قد بلغت المدى ، ودفنت تحت الثّرى ، وعرضت عليك أعمالك بالمحلّ الَّذى ينادى الظَّالم فيه بالحسرة ، ويتمنّى المضيّع الرّجعة ، ولات حين مناص .
أقول : المرويّ انّ الكتاب الى عبد اللَّه بن العباس كما هو فى بعض النسخ ، حين كان واليا له على البصرة . وامانته : هى ولاية أمور المسلمين . والشعار : ما يلي الجسد من الثياب ، واستعار له لفظه باعتبار قربه منه . وبطانته خاصّته . والموازرة : المعاونة .
وكلب الزمان : شدّته . وحرب العدوّ : اشتد غضبه . وخزيت الامانة : هانت وذلَّت .
والفتك : القتل على غرة . وشغرت : تفرقت . وقوله : قلبت ، الى قوله : ظهر المجن : مثل يضرب لمن يكون مع اخيه فيتغيّر عنه ويقاتله . واصله ان الترس انما يقاتل به الرجل ويعطى ظهره فى الحرب ، فكنّى به عن : تغيّره عليه وخروجه عن امر ، ولم يكن على بيّنة

526

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست