responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 509


نقائض اقسام التالى نقيض المقدّم ، بيان الملازمة انّه لو كان له شريك لكان شريكه الصالح لشركته إلها ، مستجمعا لجميع شرائط الألهيّة والَّا لم يصلح لها ، لكن من لوازم الألهية امور : احدها ، الحكمة فى وجوب بعثة الرسل الى الخلق لما علمت من وجوب البعثة .
الثانية ، أن تكون آثار ملكه وسلطانه وصفات أفعاله ظاهرة مشاهدة .
الثالثة ، أن تعرف أفعاله وصفات ذاته ، لكن هذه اللوازم باطلة .
امّا الاوّل ، فلأنه لم يأتنا رسول ذو معجزة [1] يدلنا على الثاني ويخبرنا عنه . وأما الثاني ، والثالث ، فلأنّ آثار الملك ، والسلطان ، ومجرّد الأفعال انّما يدلّ على فاعل حكيم قادر ، اما على تعدّد الفاعلين فلا ، وكذلك صفات الألهية المكتسبة لنا من الأفعال ، كالعلم والقدرة والارادة وغيرها ، إنّما تدلّ على صانع موصوف بها ، فأمّا التعدّد فلا ، فاذن القول بانّ له شريكا قول باطل . وأما الصفات فظاهرة ، واشار بقوله عظم : الى قوله : او بصر ، الى نزاهة صفات الربوبيّة عن احاطة العقول والابصار بها . والشفّقة : الخوف ، وباقى الفصل واضح . وباللَّه التوفيق .
يا بنىّ ، إنّى قد أنبأتك عن الدّنيا وحالها ، وزوالها وانتقالها ، وأنبأتك عن الآخرة وما أعدّ لأهلها فيها ، وضربت لك فيهما الأمثال لتعتبر بها ، وتحذو عليها إنّما مثل من خبر الدّنيا ، كمثل قوم سفر نبابهم منزل جديب فأمّوا منزلا خصيبا ، وجنابا مريعا ، فاحتملوا وعثاء الطَّريق ، وفراق الصّديق ، وخشونة السّفر ، وجشوبة المطعم ، ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم ، فليس يجدون لشيء من ذلك ألما ، ولا يرون نفقة مغرما ، ولا شيء أحبّ إليهم ممّا قرّبهم من منزلهم ، وأدناهم من محلَّهم . ومثل من اغترّ بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب ، فليس شيء أكره إليهم ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه ويصيرون إليه يا بنىّ ، اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم ، وأحسن كما تحبّ أن



[1] نسخة ش : رسول معجزة .

509

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست