responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 496


* ( ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها ) ) * [1] وروى وعذابها جديد ، هو كقوله تعالى : * ( ( ولَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ) ) * [2] ونحوه . وقوله بينهما اى : بين شدّة الخوف وحسن الظن به .
واعلم انّه عليه السلام لم يجعل احدهما علَّة للآخر بل اشار الى ملازمتهما لانهما معلولا علَّة واحدة ، وهى معرفة اللَّه تعالى ، وقبولهما للشدّة والضعف بحسب قبولهما فى نفس العبد الَّا انّ كلَّا منهما يستند الى اعتبار من المعرفة خاص يكون مبدأ قريبا له ، اما فى حسن الظنّ والرجاء ، فان يلحظ العبد من ربّه صفات رحمته وجوده ، ورأفته ووعده ، واما فى الخوف فان يلحظ منه اوصاف عظمته وبأسه وسطوته ، وصولته ووعيده ، وبحسب اشتداد تصوّر تلك الاعتبارات يكون اشتداد الخوف ولوازمه من انقباض الجوارح عن المعاصى ، ونحول الابدان وغير ذلك . وتخالف على نفسك اى : الامّارة بالسوء فى هواها : والمنافحة : المضاربة والمخاصمة . والخلف : العوض ، وانّما كان كل عمل له تبعا لصلاته لأنها عمود الدين ، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله « اوّل ما يحاسب به العبد الصلاة فمن تمّت صلاته سهل عليه غيرها من العبادات ، ومن نقصت صلاته فانّه يحاسب عليها وعلى غيرها [3] . » ومن هذا العهد ايضا فإنّه لا سواء : إمام الهدى ، وإمام الرّدى ، وولىّ النّبىّ ، وعدوّ النّبىّ . ولقد قال لى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله : « إنّى لا أخاف على أمّتى مؤمنا ولا مشركا : أمّا المؤمن فيمنعه اللَّه بإيمانه ، وأمّا المشرك فيقمعه اللَّه بشركه ، ولكنّى أخاف عليكم كلّ منافق الجنان عالم اللَّسان : يقول ما تعرفون ، ويفعل ما تنكرون » [4] .
اقول : اشار بامام الهدى ، وولىّ النبىّ الى نفسه ، وبامام الردى وعدوّ النبىّ ، الى معاوية تنفيرا عنه .
ويقمعه : يقهره ويذلَّله . وعلم اللسان قول الحقّ الَّذى يعرفونه .



[1] سورة النساء - 56 .
[2] سورة الحج - 21 .
[3] الجامع الصغير 1 - 436 .
[4] سفينة البحار 2 - 606 بالفاظ مختلفة . صحيح مسلم 1 - 78 .

496

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست