نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 458
من الإسلام إلَّا باسمه ، ولا تعرفون من الإيمان إلَّا رسمه تقولون « النّار ولا العار » كأنّكم تريدون أن تكفئوا الإسلام على وجهه انتهاكا لحريمه ، ونقضا لميثاقه ، الَّذى وضعه اللَّه لكم حرما فى أرضه ، وأمنا بين خلقه ، وإنّكم إن لجأتم إلى غيره حاربكم أهل الكفر ، ثمّ لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا مهاجرون ولا أنصار ينصرونكم ، إلَّا المقارعة بالسّيف حتّى يحكم اللَّه بينكم . وإنّ عندكم الأمثال من بأس اللَّه وقوارعه ، وأيّامه ووقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه ، وتهاونا ببطشه ، ويأسا من بأسه ، فإنّ اللَّه - سبحانه - لم يلعن القرن الماضى بين أيديكم إلَّا لتركهم الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر ، فلعن اللَّه السّفهاء لركوب المعاصى ، والحكماء لترك التّناهى ، ألا وقد قطعتم قيد الإسلام ، وعطَّلتم حدوده ، وأمتّم أحكامه . اقول : المثلات : العقوبات . والمثوى : المقام . ولواقح الكبرياء ما يلحقه من الشبهات والتخيّلات الفاسدة . والمخمصة : المجاعة . والمجهدة : المشقة . والتمحيص : الاختبار . والاقتار : الفقر . والاساورة : جمع اسوار وهو السوار . والعقيان خالص الذهب . والانباء : اخبار السماء . والبلاء الَّذى كان يسقط بلاء المتكبّرين بالمستضعفين من اولياء اللَّه اذ لا مستضعف اذن ، وكذلك يسقط بلاء الانبياء بالفقر والصبر على اذى المتكبّرين . وكذلك جزاء العبادات والطاعات بسقوط البلاء بها ، او لانّها اذن يكون عن رهبة فيسقط جزاؤها الاخروىّ ، وبحسب ذلك كان ينقطع خبر السماء من الوحي لانّ الدنيا والآخرة ضرّتان . والأنبياء عليهم السلام وان كانوا افضل الخلق الَّا انّهم محتاجون الى الرياضة بالزهد والاعراض عن الدنيا فى نزول الوحى عليهم ، كما هو المشهور من حالهم عليهم السلام . والمنقول عن نبينا صلى اللَّه عليه وآله من فطام نفسه عن الدنيا وطيّباتها مشهور متواتر . وكذلك لا يكون لقائلى كلام الانبياء اجر المبتلين بهم فى حال ما هم بزىّ الفقر والمسكنة . وكان لا يستحق المؤمنون ثواب المحسنين الى انفسهم بمجاهدة الشيطان عنها ، لانّ ايمانهم يومئذ يكون عن رغبة او رهبة . او ثواب المحسنين الى الأنبياء بالايواء والنصر لهم حين البعثة . ولا لزمت الاسماء معانيها اى
458
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 458