responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 379


* ( قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَه لَه ولَه أَجْرٌ كَرِيمٌ ) ) * [1] ، فلم يستنصركم من ذلّ ، ولم يستقرضكم من قلّ ، استنصركم وله جنود السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم ، واستقرضكم وله خزائن السّموات والأرض وهو الغنىّ الحميد ، وإنّما أراد أن يبلوكم أيكم أحسن عملا ، فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللَّه فى داره رافق بهم رسله ، وأزارهم ملائكته ، وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ، وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا * ( ( ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيه مَنْ يَشاءُ ، والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ) * [2] . أقول ما تسمعون ، واللَّه المستعان على نفسى وأنفسكم . وهو حسبى ونعم الوكيل .
أقول : استعار للقرآن الأوصاف المتضادّة باعتبارات مختلفة .
وأخذ عليه اى : على العمل بما فيه ، وما : مصدريّة اى : فعظَّموه تعظيما يناسب تعظيمه لنفسه . وقوله : فرضاه ، الى قوله : واحد ، اى : انّ الرضى له من الاحكام والمسخوط فيما مضى هو المرضىّ ، والمسخوط فيما بقى واستقبل من الزمان ، وحكمه فى كونه مرضيا او مسخوطا واحد فى جميع الاوقات ، وفيه ايماء الى انّ رفع شيء من الاحكام بالرأى والقياس المتعارف لا يجوز . وكذلك قوله : واعلموا ، الى قوله : قبلكم : تأكيد له . وقوله : وانّما تسيرون ، الى قوله : قبلكم اى : انّ الادلَّة لكم واضحة قد تداولها الاوّلون قبلكم وأنتم تتكلَّمون بما تردّد منها فى الألسنة السابقة . ورجع القول : المردّد منه ، وكونهم بعينه اى : بحيث يبصرهم ويعلم ما يفعلون . ولفظ العين : مجاز فى العلم وخصّ النواصي بالأخذ : لانّها أشرف والقدرة على الاشرف أتمّ واقوى ، ولأنه تعالى فى اعتبار الاوهام فى جهة فوق فاخذه اوّلا يكون بالنواصى . والدار التي اصطنعها لنفسه : الجنّة . وكون ظلها عرشه : يقتضى انّها فى السماوات . وبهجته : يعود الى بهائه وجماله المعقول المشرق على نفوس أهل الجنة . ورفقاؤها : الرفقاء فيها : وحسن اولئك رفيقا . ويوشك : يقرب . ويرهقهم : يدركهم . وقوله : فقد اصبحتم . الى قوله : قبلكم ، اى : فى حال الحياة من الصحة ، والتمكَّن من العمل ، وهو ما يتمنّاه من مضى قبلكم ، لقولهم : « يا ليتنا نردّ فنعمل غير الَّذى كنّا نعمل » [3] . وكونهم بنى سبيل : باعتبار انّهم فى هذه الدار غرباء



[1] سورة البقرة - 245 .
[2] سورة الحديد - 21 .
[3] سورة فاطر - 37 .

379

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست