responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 376


عباد اللَّه الأخيار ، وباعوا قليلا من الدّنيا لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى ، ما ضرّ إخواننا الَّذين سفكت دماؤهم وهم بصفّين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص ، ويشربون الرّنق قد - واللَّه - لقوا اللَّه فوفّاهم أجورهم ، وأحلَّهم دار الامن بعد خوفهم ، أين إخوانى الَّذين ركبوا الطَّريق ومضوا على الحقّ أين عمّار وأين ابن التّيّهان وأين ذو الشّهادتين وأين نظراؤهم من إخوانهم الَّذين تعاقدوا على المنيّه ، وأبرد برؤسهم إلى الفجرة قال : ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ، ثم قال عليه السلام : أوه على إخوانى الَّذين قرؤا القرآن فأحكموه ، وتدبّروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السّنّة ، وأماتوا البدعة ، دعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتّبعوه . ثم نادى باعلى صوته : الجهاد الجهاد عباد اللَّه ألا وإنّى معسكر فى يومى هذا ، فمن أراد الرّواح إلى اللَّه فليخرج . قال نوف : وعقد للحسين - عليه السلام - فى عشرة آلاف ، ولقيس بن سعد - رحمه الله - في عشرة آلاف ، ولأبى ايوب الانصارى فى عشرة آلاف ، ولغيرهم على اعداد اخر ، وهو يريد الرجعة الى صفين ، فما دارت الجمعه حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله ، فتراجعت العساكر فكنّا كأغنام فقدت راعيها تختطفها الذئاب من كل مكان .
اقول : الضمير فى لبس : للعارف مطلقا ، وقيل : هو الامام المنتظر . واستعار لفظ الجنّة : للاستعداد بالزهد والعبادة الواقيين له كوقاء الجنة . والمعرفة بها : اى بقدرها ولفظ الضالة لها : باعتبار طلبه ايّاها ، كما قال صلى اللَّه عليه وآله : ( الحكمة ضالَّة المؤمن ) [1] وقوله : فهو ، الى قوله : الاسلام ، اشارة الى خفائه بين الناس وقلَّة وجود مثله ، وغربة الاسلام : قلة لزومه ، والعمل به كما قال صلى اللَّه عليه وآله : ( بدأ الاسلام غريبا وسيعود كما بدأ ) [2] واستعار لفظ عسيب الذنب وهو : طرفه ، ولفظ الجران وهو : مقدّم عنق البعير ، للاسلام ملاحظة لشبهه ايّاه فى سقوطه عند ضعفه . واستوسق الأمر : اجتمع وانتظم . وازمع : صمم عزمه . وقوله : ما ضرّ ، الى قوله : الرنق : تنبيه على عدم ضرر الموت لإخوانه المذكورين من الصحابة الَّذين قتلوا بصفّين . والرنق ، بالسكون : الكدر . وعمّار : هو عمار ابن ياسر الَّذى قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فيه : عمار جلدة ما بين عينى ، تقتله الفئة



[1] مجمع البحرين 6 - 46 . التمثيل والمحاضرة - 25
[2] صحيح مسلم 1 - 130 . النهاية فى غريب الحديث 3 - 348 .

376

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست