responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 330


احراز الآخرة . والارقال : ضرب من السير سريع ، وهو مستعار لسيرهم المتوهّم فى مدة اعمارهم الى الآخرة . والغاية القصوى هى السعادة ، والشقاوة الاخرويّة . منها : قد شخصوا من مستقرّ الأجداث ، وصاروا إلى مصائر الغايات ، لكلّ دار أهلها : لا يستبدلون بها ، ولا ينقلون عنها ، وإنّ الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر لخلقان من خلق اللَّه سبحانه ، وإنّهما لا يقرّبان من أجل ولا ينقصان من رزق ، وعليكم بكتاب اللَّه فإنّه الحبل المتين ، والنّور المبين ، والشّفاء النّافع ، والرّىّ النّاقع ، والعصمة للمتمسّك ، والنّجاة للمتعلَّق لا يعوجّ فيقام ، ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تخلقه كثرة الرّدّ وولوج السّمع . من قال به صدق ، ومن عمل به سبق ، وقام إليه رجل وقال : أخبرنا عن الفتنة ، وهل سألت عنها رسول اللَّه صلى اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال عليه السلام : لمّا أنزل اللَّه سبحانه قوله : * ( ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ) * علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللَّه ، صلَّى اللَّه عليه وآله ، بين أظهرنا ، فقلت : يا رسول اللَّه ، ما هذه الفتنة الَّتى أخبرك اللَّه بها فقال : « يا علىّ ، إنّ أمّتى سيفتنون من بعدى » فقلت : يا رسول اللَّه ، أو ليس قد قلت لى يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عنّى الشّهادة ، فشقّ ذلك علىّ فقلت لى « أبشر ، فإنّ الشّهادة من ورائك » فقال لى « إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذا » فقلت : يا رسول اللَّه ، ليس هذا من مواطن الصّبر ، ولكن من مواطن البشرى والشّكر ، وقال « يا علىّ ، إنّ القوم سيفتنون بعدى بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلوّن حرامه بالشّبهات الكاذبة والأهواء السّاهية ، فيستحلوّن الخمر بالنّبيذ ، والسّحت بالهديّة ، والرّبا بالبيع » فقلت : يا رسول اللَّه ، بأىّ المنازل أنزلهم عند ذلك أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة فقال : « بمنزلة فتنة » [1] .
اقول : صدر الفصل تماما لصفة سبقت لحال أهل القبور . ومصائر الغايات : الجنة والنار ، ولكل دار منهما اهل . ونبّه على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، بضميرين صغرى الاوّل منهما قوله : انّهما خلقان من خلق الله ، وتقدير كبراه : وكلّ ما



[1] شرح ابن ابى الحديد 9 - 207 .

330

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست