نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 227
اى حقده ، وتصاريف الريب وجوه الشكوك . وتشعبتهم : اقتسمتهم . واخياف الهمم مختلفاتها . واستعار لفظ الاسراء لهم باعتبار عدم تمكينهم من الخروج عن الايمان بمقتضى ذواتهم . ولفظ الربقة وهى : العروة فى الحبل للايمان اللازم لهم . وغرض الفصل تمجيد اللَّه تعالى : بخلق العالم الأعلى من الملائكه على اختلاف انواعهم وما لهم من الكمال الاشرف على سائر الموجودات ، وقد نبهنا على تأويلات ضعيفة عساها يصار الى بعضها فى الأصل ، واللَّه أعلم . ومنها فى صفة الأرض ودحوها على الماء . كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة ، ولجج بحار زاخرة ، تلتطم أواذىّ أمواجها ، وتصطفق متقاذفات أثباجها ، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها ، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها ، وسكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكلها ، وذلّ مستخذيا ، إذ تمعّكت عليه بكواهلها ، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا ، وفى حكمة الذّلّ منقادا أسيرا وسكنت الأرض مدحوّة فى لجّة تيّاره ، وردّت من نخوة بأوه واعتلائه وشموخ أنفه وسموّ غلوائه ، وكعمته على كظَّة جريته ، فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته فلمّا سكن هياج الماء من تحت أكنافها ، وحمل شواهق الجبال الشّمّخ البذّخ على أكتافها فجّر ينابيع العيون من عرانين أنوفها ، وفرّقها فى سهوب بيدها وأخاديدها ، وعدل حركاتها بالرّاسيات من جلاميدها ، وذوات الشّناخيب الشّمّ من صياخيدها ، فسكنت من الميدان لرسوب الجبال فى قطع أديمها ، وتغلغلها متسرّبة فى جوبات خياشيمها وركوبها أعناق سهول الأرضين ، وجراثيمها ، وفسح بين الجوّ وبينها ، وأعدّ الهواء متنسّما لساكنها ، وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها ، ثمّ لم يدع جرز الأرض الَّتى تقصر مياه العيون عن روابيها ، ولا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها حتّى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيى مواتها ، وتستخرج نباتها ، ألَّف غمامها بعد افتراق لمعه ، وتباين قزعه ، حتّى إذا تمخّصت لجّة المزن فيه ، والتمع برقه فى كففه ، ولم ينم وميضه فى كنهور ربابه ، ومتراكم سحابه ، أرسله سحّا متداركا ، قد أسفّ هيدبه تمريه الجنوب درر أهاضيبه ودفع شآبيبه ، فلمّا ألقت السّحاب برك بوانيها ، وبعاع ما استقلَّت به من العبء المحمول عليها أخرج به من
227
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 227