responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 194


ولما كان من يطلب استعتابه ، ورجوعه عن غيّه ، بامهال ومداراة كانت : مهلة اللَّه سبحانه لخلقه مدّة اعمارهم ليرجعوا الى طاعته ، تشبه ذلك فنزلت منزلته ، ونصب مهل على المصدر عن قوله : عمروا ، لانّ التعمير امهال . واستعار لفظ السدف : لما يغشاهم من ظلمة الشكوك والجهالات ، وكشفها بما وهبه تعالى لهم من العقول ، وايّدهم به من بعثة الرسل . وقوله : قد خلَّو المضمار الجياد ، اى : تركوا فى الدنيا ليضمرّوا انفسهم بازواد التقوى . واستعار لفظ المضمار ورشّح بذكر الجياد وكذلك تخليتهم لرويّة الارتياد ، اى : ليتفكَّروا فى طلب ما يتخلَّصون به الى اللَّه . وليتانّوا اناة المقتبس لانوار اللَّه : للاستنارة بها فى مدّة آجالهم ، ومحلّ اضطرابهم فى مهلتهم ، وتحصيلهم لما ينبغي من الكمالات .
ومن ملك من عبيده هذه الحالات ، وافاض عليهم ضروب هذه الانعامات فكيف يليق بأحدهم ان يجاهره بالعصيان ، او يتجاسر أن يقابله بالكفران ، وصواب الامثلة : مطابقتها للمثل به او كونها من شأنها ان تفعل فى القلوب الذكية الواعية لها ، وشفاء الموعظة : تأثيراتها فى القلوب ازالة امراض الغفلة والجهل ، وانابة المتّعظ بها الى ربّه ، وزكاة القلوب : استعدادها لقبول الهداية وقربها من ذلك . ووعى الاسماع : فهم القلوب عنها ، ووصفها بالوعى لقبولها الالفاظ مؤدّية لها الى قوّة الحسّ . وعزم الآراء : توجيه الهمم الى ما ينبغي والثّبات على ذلك . وحزامة الألباب : جودة رأى العقول فيما يختاره ، وظاهر انّ هذه الثلاثة هى اسباب نفع الموعظة .
وقوله : فاتّقوا اللَّه ، الى قوله : مقامه : امر بتقوى اللَّه تقيّة من استجمع هذه الاوصاف الثمانية عشر . واقترف : اكتسب الاثم ، واعترف اى : بذنبه وهو انابة [1] اربابها . ووجل اى : من خوف اللَّه فعمل له . وايقن اى : بلقاء ربّه ، فاحسن اى : عمله ، اذ كان اليقين له مستلزما لحسن طاعته . وعبّر اى : رمي بالعبر فاعتبر ، واجاب اى : دعى اللَّه ، فأناب اليه بسرّه وامتثال امره ، وراجع اى : عقله فتاب من اتّباع شياطينه ، واقتدى اى : بهدى اللَّه فحذا حذوه ، وأرى الحق فظهرت لعين بصيرته طريق اللَّه . فرأى اى : فعرفها فأسرع فيها طالبا لما يودّى اليه ، فنجا هاربا : من ظلمات جهله وثمراته . فأفاد ، اى : فاستفاد بسلوكه ، ذخيرة لمعاده ، واطاب بسلوكها سريرته : عن نجاسات الدنيا وعمّر : بما اكتسبه



[1] في ش بزيادة : الى .

194

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست