responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 38


وليت سمعته يقول : جعلك الله صاحب حديث صوفيا ، ولا جعلك صوفيا صاحب حديث ، أشار إلى أن من حصّل الحديث والعلم ثم تصوف أفلح ، ومن تصوف قبل العلم خاطر بنفسه .
فان قلت : فلم لم تورد في أقسام العلوم الكلام والفلسفة وتبين أنهما مذمومان أو محمودان ؟ فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن والأخبار مشتملة عليه ، وما خرج عنهما فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع كما سيأتي بيانه ، وإما مشاغبة بالتعلق بمناقضات الفرق لها ، وتطويل بنقل المقالات التي أكثرها ترّهات وهذيانات تزدريها الطباع ، وتمجها الأسماع ، وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين ولم يكن شيء منه مألوفا في العصر الأول ، وكان الخوض فيه بالكلية من البدع ، ولكن تغير الآن حكمه إذ حدثت البدع الصارفة عن مقتضى القرءان والسنة ، ونبغت جماعة لفقوا لها شبها ورتبوا فيها كلاما مؤلفا .
فصار ذلك المحذور بحكم الضرورة مأذونا فيه ، بل صار من فروض الكفايات ، وهو القدر الذي يقابل به المبتدع إذا قصد الدعوة إلى البدعة ، وذلك إلى حد محدود سنذكره في الباب الذي يلي هذا ، إن شاء الله تعالى .
وأما الفلسفة فليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء :
( أحدها ) الهندسة والحساب وهما مباحان كما سبق ، ولا يمنع عنهما إلا من يخاف عليه أن يتجاوز بهما إلى علوم مذمومة ، فان أكثر الممارسين لهما قد خرجوا منهما إلى البدع ، فيصان الضعيف عنهما لا لعينهما ، كما يصان الصبي عن شاطئ النهر خيفة عليه من الوقوع في النهر ، وكما يصان حديث العهد بالإسلام عن مخالطة الكفار خوفا عليه ، مع أن القوى لا يندب إلى مخالطتهم .
( الثاني ) المنطق ، وهو بحث عن وجه الدليل وشروطه ، ووجه الحد وشروطه ، وهما داخلان في علم الكلام .
و ( الثالث ) الإلهيات ، وهو بحث عن ذات الله سبحانه وتعالى وصفاته ، وهو داخل في الكلام أيضا . والفلاسفة لم ينفردوا فيها بنمط آخر من العلم ، بل انفردوا بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة . وكما أن الاعتزال ليس علما برأسه بل أصحابه طائفة من المتكلمين ، وأهل البحث والنظر انفردوا بمذاهب باطلة ، فكذلك الفلاسفة و ( الرابع ) الطبيعيات ، وبعضها مخالف للشرع والدين الحق ، فهو جهل وليس بعلم حتى يورد

38

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست