نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 130
إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)
ثلاثا تمت النعمة بها على المتعلم : الصبر ، والتواضع ، وحسن الخلق ، وإذا جمع المتعلم ثلاثا تمت النعمة بها على المعلم : العقل ، والأدب ، وحسن الفهم . وعلى الجملة فالأخلاق التي ورد بها القرءان لا ينفك عنها علماء الآخرة لأنهم يتعلمون القرءان للعمل لا للرئاسة . وقال ابن عمر رضى الله عنهما [ 1 ] « لقد عشنا برهة من الدّهر وإنّ أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرءان ، وتنزل السّورة فيتعلَّم حلالها وحرامها وأوامرها وزواجرها ، وما ينبغي أن يقف عنده منها ، ولقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرءان قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره وما زاجره وما ينبغي أن يقف عنده ، ينثره نثر الدّقل » وفي خبر آخر بمثل معناه [ 2 ] « كنّا أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أوتينا الإيمان قبل القرءان ، وسيأتي بعدكم قوم يؤتون القرءان قبل الإيمان يقيمون حروفه ويضيّعون حدوده وحقوقه يقولون قرأنا فمن أقرأ منّا وعلمنا فمن أعلم منّا ؟ فذلك حظهم » وفي لفظ آخر : « أولئك شرار هذه الأمّة » وقيل : خمس من الأخلاق هي من علامات علماء الآخرة مفهومة من خمس آيات من كتاب الله عز وجل : الخشية ، والخشوع ، والتواضع ، وحسن الخلق ، وإيثار الآخرة على الدنيا ، وهو الزهد ، فأما الخشية فمن قوله تعالى : * ( إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِه الْعُلَماءُ ) * . وأما الخشوع فمن قوله تعالى : * ( خاشِعِينَ لِلَّه لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ الله ثَمَناً قَلِيلًا ) * : وأما التواضع فمن قوله تعالى : * ( واخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) * . وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى * ( فَبِما رَحْمَةٍ من الله لِنْتَ لَهُمْ ) * وأما الزهد فمن قوله تعالى * ( وقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ الله خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ) * ولما تلا [ 3 ] رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قوله تعالى : * ( فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهْدِيَه يَشْرَحْ صَدْرَه لِلإِسْلامِ ) * فقيل له : ما هذا الشّرح ؟ فقال : إن النّور إذا قذف في القلب انشرح له الصّدر وانفسح ، قيل : فهل لذلك من علامة ؟ قال صلَّى الله عليه وسلم : نعم : التّجافى عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله «
130
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي جلد : 1 صفحه : 130