responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 13


وقال علىّ أيضا رضى الله عنه : العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد ، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه .
وقال رضى الله تعالى عنه نظما :
< شعر > ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء < / شعر > وقال أبو الأسود : ليس شيء أعزّ من العلم : الملوك حكام على الناس ، والعلماء حكام على الملوك .
وقال ابن عباس رضى الله عنهما : خيّر سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك ، فاختار العلم ، فأعطى المال والملك معه .
وسئل ابن المبارك من الناس ؟ فقال : العلماء ، قيل : فمن الملوك ؟ قال : الزهاد ، قيل فمن السّفلة ؟ قال : الذين يأكلون الدنيا بالدين . ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هو العلم . فالانسان إنسان بما هو شريف لأجله ، وليس ذلك بقوة شخصه فإن الجمل أقوى منه ، ولا بعظمه فإن الفيل أعظم منه ، ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه ، ولا بأكله فإن الثور أوسع بطنا منه ، ولا ليجامع فان أخس العصافير أقوى على السفاد منه ، بل لم يخلق إلا للعلم .
وقال بعض العلماء :
ليت شعري أيّ شيء أدرك من فاته العلم ، وأيّ شيء فاته من أدرك العلم !
وقال عليه الصلاة والسلام : « من أوتي القرءان فرأى أنّ أحدا أوتي خيرا منه فقد حقر ما عظَّم الله تعالى » .
وقال فتح الموصلي رحمه الله : أليس المريض إذا منع الطعام والشراب يموت ؟
قالوا بلى ، قال : كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت . ولقد صدق ، فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبهما حياته ، كما أن غذاء الجسد الطعام ، ومن فقد العلم فقلبه مريض ، وموته لازم ، ولكنه لا يشعر به ، إذ حب الدنيا وشغله بها أبطل إحساسه ، كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعا ، فإذا حط الموت عنه أعباء الدنيا أحسن بهلاكه ، وتحسر تحسرا عظيما ثم لا ينفعه ، وذلك كإحساس الآمن من خوفه ، والمفيق من سكره ، بما أصابه من الجراحات في حالة السكر أو الخوف ، فنعوذ با لله من يوم كشف الغطاء ، فان الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

13

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست