responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 120

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


وقيل : العالم إما عامة وهو المفتي وهم أصحاب السلاطين ، أو عالم خاصة وهو العالم بالتوحيد وأعمال القلوب وهم أصحاب الزوايا المتفرقون المنفردون وكان يقال : مثل أحمد بن حنبل مثل دجلة : كل أحد يغترف منها ، ومثل بشر بن الحارث مثل بئر عذبة مغطاة لا يقصدها إلا واحد بعد واحد . وكانوا يقولون : فلان عالم ، وفلان متكلم ، وفلان أكثر كلاما ، وفلان أكثر عملا . وقال أبو سليمان : المعرفة إلى السكوت أقرب منها إلى الكلام . وقيل : إذا كثر العلم قلّ الكلام ، وإذا كثر الكلام قلّ العلم . وكتب سلمان إلى أبي الدرداء رضى الله عنهما وكان « قد آخى [ 1 ] بينهما رسول الله صلَّى الله عليه وسلم » :
يا أخي : بلغني أنك قعدت طبيبا تداوى المرضى ، فانظر فان كنت طبيبا فتكلم فان كلامك شفاء وإن كنت متطببا فا لله لا تقتل مسلما . فكان أبو الدرداء يتوقف بعد ذلك إذا سئل . وكان أنس رضى الله عنه إذا سئل يقول : سلوا مولانا الحسن . وكان ابن عباس رضى الله عنهما إذا سئل يقول : سلوا حارثة بن زيد . وكان ابن عمر رضى الله عنهما يقول : سلوا سعيد بن المسيب .
وحكى أنه روى صحابي في حضرة الحسن عشرين حديثا فسئل عن تفسيرها فقال : ما عندي إلا ما رويت ، فأخذ الحسن في تفسيرها حديثا حديثا فتعجبوا من حسن تفسيره وحفظه ، فأخذ الصحابي كفًّا من حصى ورماهم به وقال : تسألونى عن العلم وهذا الحبر بين أظهركم !
ومنها - أن يكون أكثر اهتمامه بعلم الباطن ومراقبة القلب ، ومعرفة طريق الآخرة وسلوكه ، وصدق الرجاء في انكشاف ذلك ، من المجاهدة والمراقبة ، فان المجاهدة تفضي إلى المشاهدة ، ودقائق علوم القلوب تنفجر بها ينابيع الحكمة من القلب ، وأما الكتب والتعليم فلا تفي بذلك ، بل الحكمة الخارجة عن الحصر والعد إنما تنفتح بالمجاهدة والمراقبة ومباشرة الأعمال الظاهرة والباطنة ، والجلوس مع الله عز وجل في الخلوة مع حضور القلب بصافى الفكرة ، والانقطاع إلى الله تعالى عما سواه ، فذلك مفتاح الإلهام ، ومنبع الكشف ، فكم من متعلم طال تعلمه ولم يقدر على مجاوزة مسموعه بكلمة . وكم من مقتصر على المهم في التعلم ومتوفر على العمل ومراقبة القلب فتح الله له من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب !

120

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست