responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 70

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


لهم باب الجدل .
وفي بعض الأخبار [ 1 ] « إنّكم في زمان ألهمتم فيه العمل وسيأتي قوم يلهمون الجدل » وفي الخبر المشهور [ 2 ] « أبغض الخلق إلى الله تعالى الألدّ الخصم » وفي الخبر [ 3 ] « ما أوتي قوم المنطق إلَّا منعوا العمل » .
والله أعلم الباب الرابع في سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها اعلم أن الخلافة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم تولاها الخلفاء الراشدون المهديون ، وكانوا أئمة علماء با لله تعالى ، فقهاء في أحكامه ، وكانوا مستقلين بالفتاوى في الأقضية ، فكانوا لا يستعينون بالفقهاء إلا نادرا ، في وقائع لا يستغنى فيها عن المشاورة ، فتفرغ العلماء لعلم الآخرة وتجردوا لها ، وكانوا يتدافعون الفتاوى وما يتعلق بأحكام الخلق من الدنيا ، وأقبلوا على الله تعالى بكنه اجتهادهم ، كما نقل من سيرهم . فلما أفضت الخلافة بعدهم إلى أقوام تولوها بغير استحقاق ولا استقلال بعلم الفتاوى والأحكام ، اضطروا إلى الاستعانة بالفقهاء ، وإلى استصحابهم في جميع أحوالهم لاستفتائهم في مجاري أحكامهم .
وكان قد بقي من علماء التابعين من هو مستمر على الطراز الأول ، وملازم صفو الدين ، ومواظب على سمت علماء السلف ، فكانوا إذا طلبوا هربوا وأعرضوا ، فاضطر الخلفاء إلى الإلحاح في طلبهم لتولية القضاء والحكومات فرأى أهل تلك الأعصار عز العلماء وإقبال الأئمة والولاة عليهم مع إعراضهم عنهم ، فاشرأبّوا لطلب العلم توصلا إلى نيل العز ودرك الجاه من قبل الولاة ، فأكبوا على علم الفتاوى وعرضوا أنفسهم على الولاة ، وتعرفوا إليهم ، وطلبوا الولايات والصلات منهم ، فمنهم من

70

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست