responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 50

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


به وقت مخصوص من المطالع ، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع ، ويتوصل بسببها إلى الاستعانة بالشياطين ، ويحصل من مجموع ذلك ، بحكم إجراء الله تعالى العادة ، أحوال غريبة في الشخص المسحور . ومعرفة هذه الأسباب من حيث إنها معرفة ليست بمذمومة ، ولكنها ليست تصلح إلا للإضرار بالخلق ، والوسيلة إلى الشرّ شرّ ، فكان ذلك هو السبب في كونه علما مذموما ، بل من اتبع وليا من أولياء الله ليقتله وقد اختفى منه في موضع حريز إذا سأل الظالم عن محله لم يجز تنبيهه عليه ، بل وجب الكذب فيه ، وذكر موضعه إرشاد وإفادة علم بالشيء على ما هو عليه ، ولكنه مذموم لأدائه إلى الضرر الثاني - أن يكون مضرا بصاحبه في غالب الأمر كعلم النجوم ، فإنه في نفسه غير مذموم لذاته ، إذ هو قسمان : قسم حسابي ، وقد نطق القرءان بأن مسير الشمس والقمر محسوب ، إذ قال عزّ وجل : * ( الشَّمْسُ والْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) * وقال عزّ وجل : * ( والْقَمَرَ قَدَّرْناه مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) * . والثاني الأحكام ، وحاصله يرجع إلى الاستدلال على الحوادث بالأسباب ، وهو يضاهي استدلال الطبيب بالنبض على ما سيحدث من المرض ، وهو معرفة لمجاري سنة الله تعالى وعادته في خلقه ، ولكن قد ذمّه الشرع قال صلَّى الله عليه وسلم [ 1 ] « إذا ذكر القدر فأمسكوا ، وإذا ذكرت النّجوم فأمسكوا ، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا » .
وقال صلى الله عليه وسلم [ 2 ] « أخاف على أمّتى بعدي ثلاثا : حيف الأئمّة ، والإيمان بالنّجوم ، والتّكذيب بالقدر » وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : تعلموا من النّجوم ما تهتدون به في البرّ والبحر ثم أمسكوا . وإنما زجر عنه من ثلاثة أوجه : ( أحدها ) أنه مضر بأكثر الخلق ، فإنه إذا ألقي إليهم أن هذه الآثار تحدث عقيب سير الكواكب وقع في نفوسهم أن الكواكب هي المؤثرة ، وأنها الآلهة المدبرة ، لأنها جواهر شريفة سماوية ، ويعظم وقعها في القلوب ، فيبقى القلب ملتفتا إليها ، ويرى الخير والشرّ محذورا أو مرجوّا من جهتها ، وينمحى ذكر الله سبحانه عن القلب . فان الضعيف يقصر نظره على الوسائط ، والعالم الراسخ هو الذي يطلع على أن الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره سبحانه وتعالى . ومثال نظر الضعيف إلى

50

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست