responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 32


قال صلى الله عليه وسلم : [ 1 ] « أمرت أن أقاتل النّاس حتى يقولوا لا إله إلَّا الله فإذا قالوها فقد عصموا منّى دماءهم وأموالهم » جعل أثر ذلك في الدم والمال . وأما الآخرة فلا تنفع فيها الأموال ، بل أنوار القلوب وأسرارها وإخلاصها ، وليس ذلك من فن الفقه ، وإن خاض الفقيه فيه كان كما لو خاض في الكلام والطب وكان خارجا عن فنه وأما الصلاة فالفقيه يفتي بالصحة إذا أتى بصورة الأعمال مع ظاهر الشروط ، وإن كان غافلا في جميع صلاته من أولها إلى آخرها ، مشغولا بالتفكر في حساب معاملاته في السوق إلا عند التكبير ، وهذا الصلاة لا تنفع في الآخرة ، كما أن القول باللسان في الإسلام لا ينفع ، ولكن الفقيه يفتي بالصحة ، أي أن ما فعله حصل به امتثال صيغة الأمر وانقطع به عنه القتل والتعزير . فأما الخشوع وإحضار القلب الذي هو عمل الآخرة وبه ينفع العمل الظاهر لا يتعرض له الفقيه ، ولو تعرض له لكان خارجا عن فنه وأما الزكاة فالفقيه ينظر إلى ما يقطع به مطالبة السلطان حتى إذا امتنع عن أدائها فأخذها السلطان قهرا حكم بأنه برئت ذمته . وحكى أن أبا يوسف القاضي كان يهب ماله لزوجته آخر الحول ويستوهب ما لها إسقاطا للزكاة ، فحكى ذلك لأبي حنيفة رحمه الله ، فقال : ذلك من فقهه ، وصدق فان ذلك من فقه الدنيا ، ولكن مضرّته في الآخرة أعظم من كل جناية ، ومثل هذا هو العلم الضار وأما الحلال والحرام فالورع عن الحرام من الدين ، ولكن الورع له أربع مراتب :
الأولى - الورع الذي يشترط في عدالة الشهادة ، وهو الذي يخرج بتركه الإنسان عن أهلية الشهادة والقضاء والولاية ، وهو الاحتراز عن الحرام الظاهر الثانية - ورع الصالحين ، وهو التوقي من الشبهات التي يتقابل فيها الاحتمالات ، قال صلى الله عليه وسلم : [ 2 ] « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » وقال صلى الله عليه وسلم : [ 3 ] « الإثم حزّاز القلوب »

32

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست