نام کتاب : مواهب الجليل نویسنده : الحطاب الرعيني جلد : 1 صفحه : 34
على رسله فقد سألني إلى آخره ، والعامل في " بعد " الفعل المقدر . واختلف في بأول من نطق ب " أما بعد " فقيل : داود عليه الصلاة والسلام وإنها فصل الخطاب الذي أوتيه وقيل : قس بن ساعدة ، وقيل : كعب بن لؤي وقيل : يعرب بن قحطان ، وقيل : سحبان وائل . وأبان أو ضح ، والمعالم جمع معلم بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه ، وأصله الأثر الذي يستدل به على الطريق ، واستعاره المصنف لما يستدل به على التحقيق ، والتحقيق معرفة الشئ بدليله من غير تقليد فيه والمراد بمعالمه الأدلة التي يهتدى بها إليه والمعروف في سلك أنه يتعدى بنفسه قال تعالى : ( كذلك نسلكه ) ( الحجر : 12 ) وقال ( ما سلككم ) ( المدثر : 42 ) وعداه المصنف بالباء كأنه ضمنه معنى دخل كقوله صلى الله عليه وآله وسلم " من سلك طريقا يلتمس فيه علما صهل الله له طريقا إلى الجنة " رواه مسلم . وأنفع طريق هي الطريق الموصلة إلى معرفة الله سبحانه وتعالى وامتثال أوامره واجتناب ونواهيه . والضمير في قوله : " بنا " للشيخ ومن سأله ، وفي بعض النسخ " بنا وبهم " فالضمير للمصنف فقط . ص : ( مختصرا على مذهب الإمام مالك ابن أنس رحمه الله مبينا لما به الفتوى ) ش : " مختصرا " صفة لمحذوف على تقدير مضاف أي تأليف كتاب مختصر . والاختصار ضم بعض الشئ إلى بعض للإيجاز وهو إيراد المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة . قال النووي في ( تهذيب الأسماء واللغات ) اختلفت عبارات الفقهاء في معنى المختصر فقال الإسفرايني : حقيقة الاختصار ضم بعض الشئ إلى بعض . قال : ومعناه عند الفقهاء رد الكثير إلى القليل وفي القليل معنى الكثير . قال : وقيل : هو إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى . ولم يذكر صاحب الشامل وغيره هذا الثاني وذكرهما جميعا المحاملي . وقال صاحب الحاوي : قال الخليل : هو ما دل قليله على كثيره يسمى اختصارا لاجتماعه ودقته كما سميت المخصرة مخصرة لاجتماع السيور ، وخصر الإنسان لاجتماعه ودقته ، انتهى بلفظه . والمذهب لغة الطريق ومكان الذهاب ثم صار عند الفقهاء حقيقة عرفية فيما ذهب إليه إمام من الأئمة من الأحكام الاجتهادية ، ويطلق عند المتأخرين من أئمة المذاهب على ما به الفتوى من باب إطلاق الشئ على جزئه ، الأهم نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم " الحج عرفة " لأن ذلك هو الأهم عند الفقيه المتقلد والله أعلم . ومالك هو الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي . بفتح الباء . نسبة إلى ذي أصبح بطن من حمير وهو من العرب حلفه في قريش بنى تيم الله فهو مولى حلف لا مولى عتاقة ، هذا الذي عليه الجمهور خلافا لابن إسحاق وقد رد عليه ذلك غير واحد . وهو إمام دار الهجرة وعالم المدينة وأحد أئمة المذاهب المتبوعة ، وهو من تابعي التابعين لأنه أدرك عائشة بنت سعد بن أبي وقاص . قال ابن رشد : وقد قيل فيها : إنها صحابية والصحيح فيها أنها ليست صحابية لأن الكلاباذي ذكرها في التابعيات ولم يذكرها ابن عبد البر في الصحابيات ، قاله في رسم الشجرة من سماع ابن القاسم من كتاب الطهارة . وجده أبو عامر من
34
نام کتاب : مواهب الجليل نویسنده : الحطاب الرعيني جلد : 1 صفحه : 34