نام کتاب : الثمر الداني نویسنده : الآبي الأزهري جلد : 1 صفحه : 16
اقترف منهم شيئا من كبائر السيئات ثم تاب وأصلح أنه يتجاوز عنه ، ويعفو على سبيل الفضل والكرم . وأما الصغائر فتكفر باجتناب الكبائر ( وجعل من لم يتب الخ ) أي أن من اقترف شيئا من كبائر السيئات من المؤمنين ، ومات غير تائب فأمره موكول إلى مشيئة الله إن شاء عفا عنه فضلا وإن شاء عاقبه عدلا * ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) * ( النساء : 48 ) ( ومن عاقبه الله بناره الخ ) أي ومما يجب التصديق به أن عصاة المؤمنين إن أراد الله تعذيبهم في دار العقاب يكون العقاب بقدر ما جنوا على أنفسهم من السيئات ، ثم تتغمدهم الرحمة فيخرجون من دار العقاب إلى دار السلام ، ولا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فالايمان سبب في عدم الخلود في النار ، وسبب في دخول الجنة ، إلا أن مسببية الايمان في دخول الجنة مع عفو الله ورحمته * ( فبذلك فليفرحوا ) * ( يونس : 58 ) . ( ويخرج منها الخ ) أي ومما يجب التصديق به ثبوت الشفاعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره أيضا ، وإنما خصه بالذكر لكونه أول شافع ، فيخرج من النار بشفاعة نبينا من كان من أهل الكبائر من أمته الموحدين ، وأنكرت المعتزلة الشفاعة بناء على عدم تجويز الصفح والعفو عن الذنوب ، ولكنا راعينا الأدلة السمعية ، وهم
16
نام کتاب : الثمر الداني نویسنده : الآبي الأزهري جلد : 1 صفحه : 16