responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 230


فان قال قائل أن النوم ليس حدثا وإنما يخاف أن يحدث فيه المرء . قلنا لهم :
هذا لا متعلق لكم بشئ ، منه لان الحدث ممكن كونه من المرء في أخف ما يكون من النوم ، كما هو ممكن أن يكون منه في النوم الثقيل [1] وممكن أن يكون من الجالس كما هو ممكن أن يكون من المضجع ، وقد يكون الحديث من اليقظان وليس الحدث عملا يطول بل هو كلمح البصر ، وقد يمكن أن يكون النوم الكثير من المضجع لا حدث فيه ، ويكون الحدث في أقل ما يكون من نوم الجالس ، فهذا لا فائدة لهم فيه أصلا وأيضا فان خوف الحدث ليس حدثا ولا ينتقض به الوضوء وإنما ينقض الوضوء يقين الحدث .
وبالله تعالى التوفيق * وإذ الامر كما ذكرنا فليس الا أحد أمرين : اما أن يكون خوف كون الحدث حدثا ، فقليل النوم وكثيره يوجب نقض الوضوء ، لان خوق الحدث جار فيه . وأما أن يكون خوف الحدث ليس حدثا فلنوم قليله وكثيره لا ينقض الوضوء وبطلت أقوال هؤلاء على كل بيقين لا شك فيه * وقد ذكر قوم أحاديث منها ما يصح ومنها مالا يصح يجب أن ننبه عليها بعون الله تعالى * منها حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نعس أحدكم وهو يصلى فليرقد حتى يذهب عنه النوم ، لان أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدرى لعله يستغفر فيسب نفسه ) وفى بعض ألفاظه ( لعله يدعو على نفسه وهو لا يدرى ) وحديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يدرى ما يقرأ ) * قال أبو محمد : هذان صحيحان ، وهما حجة لنا ، لان فيهما أن الناعس لا يدرى ما يقرأ ولا ما يقول ، والنهي عن الصلاة على تلك الحال جملة ، فإذ الناعس لا يدرى ما يقول فهو في حال ذهاب العقل بلا شك ، ولا يختلفون أن من ذهب



[1] في اليمنية ( الطويل )

230

نام کتاب : المحلى نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست