responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 165


وينصرك الله نصرا عزيزا فهذه أربعة أشياء فعل الفتح لها وكثير من القرآن والسنة كذلك يكون المقصود بالفعل فيها أمورا كثيرة فعلمنا صحة قصد الشخص فعلا لأمور ثم يجب النظر في تلك الأمور فإن كانت كلها صالحة فلكلها أجر وإن كان بعضها صالحا وبعضها غير صالح فإن كانت متضادة بطلت وليس كذلك ما نحن فيه وإن كانت غير متضادة وجب علينا توفية كل واحد حكمه ولا يظلم ربك أحدا فيرتب على الصالح ما له من الأجر ويهمل غير الصالح مباحا كان أو مكروها فإن لزم من غير الصالح إبطال الصالح أبطلناه كما قلنا فيما إذا تجرد الرياء واعلم أن الحرام لا يجوز التوسل به إلى شيء أصلا ولو كان قصد الرياء على الإطلاق من قبيل المحرمات لم يقل ذلك فيه وإنما حرف المسألة أن التحريم عارض بالمسبب الذي قدمناه فصورة الفعل والقصد مشتركة بين الحرام وغيره فإذا صح التوسل بها لم تكن محرمة ولا يكون التوسل بها توسلا بالحرام بخلاف الخمر ونحوه مما علم تحريمه بعينه أعني لا لأن عرض له ما اقتضى تحريمه في بعض الأحوال ومما يدل على جواز بواعث في الفعل الواحد قوله صلى الله عليه وسلم يكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع ما نال من أجر أو غنيمة فيؤخذ منه جواز أن يقصد المجاهد ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله لا ينافي ذلك بل يشمله بعمومه فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولم يقصد أمرا آخر فهو أعلى المراتب ومن قاتل لذلك وقصد معه الغنيمة جاز أيضا من إطلاق الحديث وإن كان أنقص من الأول وإنما يحرم الثواب إذا لم يقصد إلا المغنم أو أمرا دنيويا كما جاء في الكلام إنما قاتلت ليقال فانظر كيف جاء بإنما التي هي للحصر هذا كله فيما إذا لم يكن إلا مجرد الباعثين أما إذا فرض كما في السؤال من حدوث باعث آخر وهو التوسل بالعمل إلى رفع الباعث الدنيوي فلا شك أن هذا باعث ديني خالص مسوغ للفعل من غير شبهة ومع ذلك لا أقول إن العمل خالص من كل وجه لوجود الباعث الدنيوي فيه من حيث الجملة حتى يصفو عنه وقد وقفت على أسئلة سئلها الشيخ شهاب الدين السهروردي رضي الله عنه والسؤال الثاني منها مع الأعمال يداخله العجب ومتى ترك الأعمال يخلد إلى البطالة قال الجواب لا يترك الأعمال ويداوي العجب بأن يعلم أن ظهوره عن النفس وكلما ألم بباطنه خاطر العجب يستغفر الله ويكره الخاطر فإنه يصير ذلك كفارة خاطر العجب وهذا لا يدع العمل رأسا وهذا الذي قاله شهاب الدين يشبه ما قلناه من وجه

165

نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست