responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 74


بسم الله الرحمن الرحيم . خدمة الشرع ينهون أن الله أمرنا بالتعاون على البر والتقوى ، ونصيحة ولاة الأمور وعامة المسلمين ، وأخذ على العلماء العهد بتبليغ أحكام الدين ، ومناصحة المسلمين ، وحيث على تعظيم حرماته ، وإعظام شعائر الدين وإكرام العلماء واتباعهم .
وقد بلغ الفقهاء أنه رسم في حقهم بأن يغيروا عن وظائفهم ، ويقطعوا عن بعض مدارسهم ، فتنكدت بذلك أحوالهم ، وتضرروا بهذا التضييق عليهم ، وهم محتاجون ولهم عيال ، وفيهم الصالحون والمشتغلون بالعلوم ، وإن كان فيهم أفراد لا يلتحقون بمراتب غيرهم ، منتسبون إلى العلم ومشاركون فيه ، ولا يخفى مراتب أهل العلم وفضلهم ، وثناء الله عليهم وبيانه مرتبتهم على غيرهم ، وأنهم ورثة الأنبياء صلوات الله عليهم ، فإن الملائكة عليهم السلام تضع أجنحتها لهم ويستغفر لهم كل شئ ، حتى الحوت في الماء .
واللائق بالجناب العالي إكرام هذه الطائفة ، والاحسان إليهم ومعاضدتهم ، ورفع المكروهات عنهم ، والنظر في في أحوالهم ، بما فيه من الرفق بهم ، فقد ثبت في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( اللهم من ولى أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) وروى أبو عيسى الترمذي بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يقول لطلبة العلم : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن رجالا يأتونك يتفقهون ، فاستوصوا بهم خيرا ) والمسؤول أن لا يغير هذه الطائفة شئ ، وتستجلب دعوتهم لهذه الدولة القاهرة . وقد ثبت في صحيح البخاري ، أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) قود أحاطت العلوم بما أجاب به الوزير نظام الملك ، حين أنكر عليه السلطان صرفه الأموال الكثيرة في جهة طلب العلم ، فقال ، أقمت لك بها جندا لا ترد سهامه بالأسحار . فاستصوب فعله وساعده عليه . والله الكريم يوفق الجناب دائما لمرضاته والمسارعة إلى طاعته ، والحمد الله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
ذكر وفاته رحمه الله .
قال ابن العطار : كان الشيخ لا يأخذ من أحد شيئا إلا ممن تحقق دينه

74

نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست