responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 52


محرر المذهب ومهذبه ، ومحققه ومرتبه ، إمام أهل عصره علما وعبارة ، وسيد أوانه ورعا وسيادة ، العلم الفرد ، فدونه واسطة الدر والجوهر ، السراج الوهاج فعنده يخفي الكوكب الأزهر ، عابد العلماء وعالم العبادة ، وزاهد المحققين ومحقق الزهاد . لم تسمع بعد التابعين بمثله أذن ، ولم ما يدانيه عين ، وجمع له في العلم والعبادة محكم النوعين . راقب الله في سره وجهره ، ولم يبرح طرفة عين عن امتثال أمره ، ولم يضيع من عمره ساعة في غير طاعة مولاه ، إلى أن صار قطب عصره ، وحوى من الفضل ما حواه ، وبلغ ما نواه ، فتشرفت به نواه ، ولم يلف له من ناواه .
وإذا الفتى الله أخلص سره * فعليه منه رداء طيب يظهر وإذا الفتى جعل الاله مراده * فلذكره عرف ذكي ينشر أثنى عليه الموافق والمخالف وقبل ، النائي والآلف ، وشاع ثناؤه الحسن بين المذاهب ، ونشرت له راية مجد تخفق في المشارق والمغارب من سلك منهاجه أيقن بروضة قطوفها دانية ، ومن تتبع آثاره فهو مع الصالحين في رياض عيونها جارية ومن لزم أذكاره ومهذب أخلافه ، فالخير فيه مجموع ، ومن استقى من بحره ظفر بأروى وأصفى ينبوع ، فيه ثبت الله أركان المذهب والقواعد ، وبين مهمات وليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد وقال فيه الشيخ تاج الدين السبكي في طبقاته : أستاذ المتأخرين ، وحجة الله على اللاحقين ، ما رأت الأعين أزهد منه في يقظة ولا منام ، ولا عاينت أكثر اتباعا منه لطرق السالفين من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، له التصانيف المفيدة ، والمناقب الحميدة ، والخصال التي جمعت طارف كل فضل وتليده ، والورع الذي به خرب دنياه وجعل دينه معمورا ، والزهد الذي كان به يحيا سيدا وحصورا ، هذا إلى قدر في العلم لو أطل على المجرة لما ارتضى شربا في أعطانها ، أو جاور الجوزاء لما استطاب مقاما في أوطانها ، أو حل في دارة الشمس لأنف من مجاورة سلطانها ، وطالما فاه بالحق لا تأخذه لومة لائم ، ونادى بحضرة الأسود الضراغم ، وصدع بدين الله تعالى مقال ذي سريرة ، يخاف يوم تبلى السرائر ، ونطلق معتصما بالباطن والظاهر ، غير ملتفت إلى الملك الظاهر ، وقبض على دينه والجمر

52

نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست