responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 211

إسم الكتاب : إعانة الطالبين ( عدد الصفحات : 313)


وفي العوارف : سئل أبو سعيد الخراز : كيف الدخول في الصلاة ؟ فقال : هو أن تقبل عليه تعالى كإقبالك عليه يوم القيامة ، ووقوفك بين يديه ليس بينك وبينه ترجمان ، وهو مقبل عليك وأنت تناجيه .
قال في الأربعين : الأصل ما معناه : ولا تقل الله أكبر إلا وفي قلبك ليس أكبر منه . ولا تقل وجهت وجهي إلا وقلبك متوجه بكله إليه تعالى ومعرض عن غيره . ولا تقل الحمد لله إلا وقلبك طافح بشكر نعمته عليك ، فرح به . ولا تقل إياك نعبد وإياك نستعين إلا وأنت مستشعر ضعفك وعجزك ، فإنه ليس إليك ولا إلى غيرك من الامر شئ . وكذلك في جميع الأذكار والأعمال .
روي عنه عليه السلام أنه قال : يقول الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : بسم الله الرحمن الرحيم . قال الله عز وجل : مجدني عبدي . فإذا قال : الحمد لله رب العالمين . قال : حمدني عبدي . فإذا قال :
الرحمن الرحيم . قال : أثنى علي عبدي . فإذا قال : مالك يوم الدين . قال : فوض إلي عبدي . فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين . قال : هذا بيني وبين عبدي . فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم . قال : هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل .
( قوله : بنشاط ) أي بهمة ورغبة . ( قوله : ذم تاركيه ) أي النشاط . ( قوله : بقوله إلخ ) متعلق بذم . وقوله : وإذا قاموا أي المنافقون . وقوله : قاموا كسالى أي متثاقلين . وأنشد أبو حيان في ذم من ينتمي إلى الفلاسفة :
وما انتسبوا إلى الاسلام إلا لصون دمائهم أن لا تسالا فيأتون المناكر في نشاط ويأتون الصلاة وهم كسالى ( قوله : والكسل : الفتور والتواني ) أي وهو ضد النشاط . ( قوله : وفراغ قلب ) بالجر ، معطوف على نشاط . أي خلوه وتجرده . وقوله : من الشواغل أي الدنيوية ، لان ذلك أدعى لتحصيل الغرض . فإذا كانت صلاته كذلك انفتح له فيها من المعارف ما يقصر عنه فهم كل عارف ، ولذلك قال عليه السلام : وجعلت قرة عيني في الصلاة . ومثل هذه هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر . اه‌ م ر . وفي المغني : قال القاضي : يكره أن يفكر في صلاته في أمر دنيوي أو مسألة فقهية ، أما التفكر في أمر الآخرة فلا بأس به ، وأما فيما يقرؤه فمستحب .
( فائدة ) فيها بشرى ، روى ابن حبان في صحيحه ، من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا ، أن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه فوضعت على رأسه ، أو على عاتقه ، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه ، أي حتى لا يبقى منها شئ إن شاء الله تعالى . اه‌ .
( قوله : لأنه ) أي فراغ القلب . وقوله : أقرب إلى الخشوع أي إلى تحصيله . ( قوله : وسن فيها خشوع ) اختلفت آراء العلماء فيه ، فذهب بعضهم إلى أنه غض البصر وخفض الصوت ، ومحله القلب . وعن علي : أن لا يلتفت يمينا وشمالا . وعن ابن جبير : أن لا يعرف من على يمينه ولا من على يساره . وعن عمرو بن دينار : هو السكون وحسن الهيئة .
وعن ابن سيرين : هو أن لا ترفع بصرك عن موضع سجودك . وعن عطاء : هو أن لا تعبث بشئ من جسدك في الصلاة .
وقيل : هو جمع الهمة والاعراض عماسوى الصلاة . وقال في النهاية : وقد اختلفوا هل الخشوع من أعمال الجوارح كالسكون ؟ أو من أعمال القلوب كالخوف ؟ أو هو عبارة عن المجموع على أقوال للعلماء ؟ اه‌ . ( قوله : بأن لا يحضر فيه إلخ ) تصوير للخشوع بالقلب . ( قوله : غير ما هو فيه ) أي غير ما هو متلبس به وبصدده ، من الصلاة وما تشتمل عليه .
وقوله : وإن تعلق بالآخرة أي وإن تعلق ذلك الغير بالآخرة ، كذكر الجنة والنار وغيرهما من الأحوال السنية التي لا تعلق لها بذلك المقام . قال ع ش : وهذا قد يشكل عليه استحباب كثرة الدعاء في السجود والركوع والاستغفار وطلب الرحمة إذا مر بآية استغفار أو رحمة ، والاستجارة من العذاب إذا مر بآية عذاب ، إلى غير ذلك مما يحمل على طلب الدعاء في

211

نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست