نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 194
( قوله : ولك أسلمت ) أي انقدت لك يا الله ، أو فوضت أمري إليك لا إلى غيرك . ( قوله : سجد وجهي ) أي وكل بدني . وخص الوجه بالذكر لأنه أشرف أعضاء الساجد ، وفيه بهاؤه وتعظيمه ، فإذا خضع وجهه فقد خضع باقي جوارحه . أو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل ، على طريق المجاز المرسل . ( قوله : للذي خلقه ) أي أوجده من العدم وصوره على هذه الصورة العجيبة ، بأن جعل له فما وعينين وأنفا وأذنين ورأسا ويدين وبطنا ورجلين ، إلى غير ذلك . وحينئذ فعطف التصوير على الخلق مغاير . ( قوله : وشق سمعه وبصره ) أي منفذهما ، إذ السمع والبصر من المعاني لا يتصور فيهما شق . ويسن أن يزيد بعده : بحوله وقوته . ( قوله : تبارك الله ) أي تعالى الله في صفاته وأفعاله ، وتكاثر خيره . فالتبرك : العلو والنماء . وقوله : أحسن الخالقين أي المصورين . وإلا فالخلق : وهو الاخراج من العدم إلى الوجود ، لا يشاركه فيه أحد . وأفعل التفضيل ليس على بابه ، لان المصورين ليس فيهم حسن من حيث تصويرهم ، لأنهم يعذبون عليه . ( قوله : ويسن إكثار الدعاء فيه ) أي في السجود ، لخبر : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم . ( قوله : ومما ورد فيه ) أي السجود . ( قوله : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ) أي أعتصم وألتجئ برضاك من حلول سخطك بي . والمراد : أستعين برضاك على دفع ذلك . ( قوله : وبمعافاتك من عقوبتك ) أي وأعوذ بمعافاتك أو عفوك من حلول عقوبتك بي . والمراد : أستعين بذلك على دفع غضبك . اه ع ش . ( قوله : لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) أنت توكيد للكاف فيكون في محل جر ، عملا بقول ابن مالك : ومضمر الرفع الذي قد انفصل أكد به كل ضمير اتصل والكاف بمعنى مثل ، وهي صفة لثناء . وما مصدرية مؤولة مع مدخولها بمصدر . والمعنى : لا أقدر على إحصاء ثناء عليك مثل ثنائك على نفسك ، وإذا كان لا يقدر على إحصائه فلا يطيقه . وكتب بعضهم : لا أحصى ثناء عليك : أي لا أطيق ثناء ، أو لا أضبط ثناء عليك ، فلا يطيقه . وكتب بعضهم : لا أحصى ثناء عليك : أي لا أطيق ثناء ، أو لا أضبط ثناء عليك ، بمعنى لا أقدر على ثناء عليك . والتنوين للتنويع ، أي نوعا مخصوصا من الثناء ، وهو الذي يليق بك . وما - في كما - مصدرية ، أي كثنائك على نفسك . أو موصولة ، أي ثناء مثل الذي أثنيت به على نفسك في كونه قطعيا تفصيليا غير متناه . أو موصوفة ، أي مثل ثناء أثنيت به . اه . ( قوله : دقة وجله ) بكسر الدال والجيم ، أي دقيقه وجليله . أي حقيره وعظيمه . وهو كالتأكيد لما قبله ، وإلا فقوله كله يشمل جميع ذلك ، ومثله يقال فيما بعده . ( قوله : قال في الروضة : تطويل السجود إلخ ) قد نص على هذا قبيل الرابع من الأركان فهو مكرر معه ، فالأولى الاقتصار على أحدهما . ( قوله : وثامنها : جلوس ) أي ثامن الأركان جلوس ، لخبر المسئ صلاته . وأقل الجلوس أن يستوي جالسا ، وأكمله أن يأتي فيه بالدعاء المشروع فيه ، وهو : رب اغفر لي إلخ . ( قوله : ولو في نفل ) غاية في وجوب الجلوس ، وهي للرد . وقوله : على المعتمد مقابله يقول : لا يجب في النفل . وقال أبو حنيفة : يكفي أن يرفع رأسه من الأرض أدنى رفع كحد السيف . لكن في الصحيحين : أنه ( ص ) كان إذا رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي جالسا . ففيه رد على أبي حنيفة رضي الله عنه . ( قوله : ويجب أن لا يقصد برفعه إلخ ) أي أن لا يقصد برفع رأسه من السجود غير الجلوس ، بأن يقصد الجلوس
194
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 194