responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 155


قال جرير بن عبيدة العدوي : شكوت إلى العلاء بن زياد ما أجد في صدري من الوسوسة ، فقال : إنما مثل ذلك البيت الذي تمر فيه اللصوص فإن كان فيه شئ عالجوه وإلا مضوا وتركوه . يعني أن القلب إذا اشتغل بذكر الله تعالى لا يبقى للشيطان عليه سبيل ، ولكنه يكثر فيه الوسوسة وقت فتوره عن الذكر ليلهيه عن ذكر الله . فالعبد مبتلى بالشيطان على كل حال لا يفارقه ولكنه يخنس إذا ذكر الله تعالى . قال قيس بن الحجاج : قال لي شيطاني : دخلت فيك وأنا مثل الجزور ، وأنا اليوم مثل العصفور . فقلت : لم ذلك ؟ قال : لأنك تذيبني بكتاب الله تعالى . وقال عثمان بن العاصي رضي الله عنه : يا رسول الله الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقراءتي . فقال : ذلك شيطان يقال له خنزب ، إذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني . فمن كثرت وسوسته في الصلاة فليستعذ بالله من الشيطان ، ويقول : اللهم إني أعوذ بك من شيطان الوسوسة خنزب ثلاث مرات ، فإن الله يذهبه . وكان الأستاذ أبو الحسن الشاذلي يعلم أصحابه ما يدفع الوسواس والخواطر الرديئة ، فكان يقول لهم : من أحس بذلك فليضع يده اليمنى على صدره ويقول : سبحان الملك القدوس الخلاق الفعال ، سبع مرات . ثم يقول : إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز . ويقول ذلك المصلي قبل الاحرام . وفي الخبر : إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان ، فاستعيذوا بالله منه ، فإنه يأتي إلى المتوضئ فيقول له : ما أسبغت وضوءك ، ما غسلت وجهك ، ما مسحت رأسك ، ويذكره بأشياء يكون فعلها . فمن نابه شئ من ذلك فليستعذ بالله من الولهان ، فإن الله يصرفه عنه . وقال بعض العلماء : يستحب قول لا إله إلا الله لمن ابتلي بالوسوسة في الوضوء والصلاة وشبههما ، فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس - أي تأخر - . ويعيد لا إله إلا الله لأنه رأس الذكر . وقال السيد الجليل أحمد بن الجوزي أبي الحواري : شكوت إلى أبي سليمان الداراني - رضي الله عنه - الوسوسة فقال : إذا أردت أن ينقطع عنك ، فأي وقت أحسست فافرح ، فإذا فرحت به انقطع عنك . فإنه ليس شئ أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن ، فإذا اغتممت به زادك . قال الشيخ محيي الدين النووي : وهذا ما قاله بعض العلماء أن الوسواس إنما يبتلى به من كمل إيمانه ، فإن اللص لا يقصد بيتا خرابا . اه‌ . بجيرمي بتصرف .
( قوله : ويتعين فيه ) أي في التكبير ، لأنه المأثور من فعله عليه الصلاة والسلام ، مع خبر : صلوا كما رأيتموني أصلي . أي علمتموني . وقوله : على القادر أي على النطق بالتكبير بالعربية . وخرج به العاجز عما ذكر فإنه يترجم وجوبا بأي لغة شاء . ولا يعدل عنه لذكر أو غيره ، ويحب تعلمه لنفسه ونحو طفله ، ولو بالسفر وإن طال ، إن قدر . ويؤخر الصلاة عن أول الوقت للتعلم إن رجاه حتى لا يبقى إلا ما يسعها بمقدماتها ، فحينئذ يجب فعلها بحسب حاله ، ولا يعيد إلا فيما فرط في تعلمه . واعلم أنه يشترط لتكبيرة الاحرام عشرون شرطا ، نظمها بعضهم فقال :
شروط لتكبير سماعك أن تقم * * وبالعربي تقديمك الله أولا ونطق بأكبر لا تمد لهمزة * * كباء بلا تشديدها وكذا الولا على الالفات السبع في الله لا تزد كواو ولا تبدل لحرف تأصلا دخول لوقت واقتران بنية * * وفي قدوة أخر وللقبلة اجعلا وصارفا اعدم واقطعن همز أكبر * * لقد كملت عشرون تعدادها انجلا وقوله في النظم : لا تمد لهمزة . أي من الله وأكبر ، فتحته شرطان . وقوله كواو ، أي قبل لفظ الجلالة أو بعده ، وقبل أكبر ، فتحته شرطان أيضا . ( قوله : لفظ ) فاعل يتعين ، وهو مضاف لجملة الله أكبر . ( قوله : للاتباع ) وهو ما مر . ( قوله : أو الله الأكبر ) معطوف على الله أكبر . ولو قال : ويكفي الله الأكبر لكان أولى . وعبارة المغنى مع الأصل : ولا تضر زيادة لا تمنع الاسم - أي اسم التكبير - كالله الأكبر بزيادة الألف واللام ، لأنه لفظ يدل على التكبير وعلى زيادة مبالغة في التعظيم ، وهو الاشعار بالتخصيص . وكذا لا يضر الله أكبر وأجل ، والله الجليل أكبر ، في الأصح . وكذا كل صفة من صفاته تعالى إذا لم يطل بها الفصل ، كقوله الله عز وجل أكبر ، لبقاء النظم والمعنى ، بخلاف ما لو تخلل غير صفاته تعالى

155

نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست