نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 13
( وقوله : دار الخلود ) هي الجنة . ( وقوله : المقام المحمود ) هو مقام الشفاعة العظمى في فصل القضاء ، يحمده فيه الأولون والآخرون . ( وقوله : صلى الله إلخ ) أي اللهم صل عليه وسلم . وأتى بالفعلين بصيغة الماضي رجاء تحقق حصول المسؤول ، وإنما صلى وسلم المؤلف في أول كتابه امتثالا لأمر الله تعالى في قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا صلوا ) * الآية ، ولما قام على ذلك عقلا ونقلا من البرهان . أما نقلا : فقوله تعالى : * ( ورفعنا لك ذكرك ) * . أي لا أذكر إلا وتذكر معي . وأما عقلا : فلان المصطفى هو الذي علمنا شكر المنعم ، وكان سببا في كمال هذا النوع الانساني ، فاستوجب قرن شكره بشكر المنعم ، عملا بالحديث القدسي : عبدي لم تشكرني ، إذا لم تشكر من أجريت النعمة على يديه . ولا شك بأنه ( ص ) الواسطة العظمى لنا في كل نعمة ، بل هو أصل الايجاد لكل مخلوق ، كما قال ذو العزة والجلال : لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك . واعلم أنه جاء في فضل الصلاة على النبي ( ص ) أحاديث كثيرة ، منها قوله ( ص ) : من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب . وقوله عليه السلام : من سره أن يلقى الله وهو عنه راض ، فليكثر من الصلاة علي . وقوله عليه السلام : من أكثر من الصلاة علي في حياته أمر الله جميع مخلوقاته أن يستغفروا له بعد موته . وقال عليه السلام : أكثروا من الصلاة علي ، فإنها نور في القبر ، ونور على الصراط ، ونور في الجنة . وقال عليه السلام : أكثروا من الصلاة علي فإنها تطفئ عضب الجبار ، وتوهن كيد الشيطان . وقال عليه السلام : أكثركم صلاة علي أكثركم أزواجا في الجنة . وفي حديث مرفوع : ما جلس قوم فتفرقوا عن غير الصلاة على النبي ( ص ) إلا تفرقوا عن أنتن من جيفة حمار . قال ابن الجوزي في البستان : فإذا كان المجلس الذي لا يصلى فيه يكون بهذه الحالة فلا غرو أن يتفرق المصلون عليه من مجلسهم عن أطيب من خزانة العطار ، وذلك لأنه ( ص ) كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين ، وكان إذا تكلم امتلأ المجلس بأطيب من ريح المسك . وكذلك مجلس يذكر فيه النبي ( ص ) تنمو منه رائحة طيبة تخترق السماوات السبع حتى تنتهي إلى العرش ، ويجد كل من خلقه الله ريحها في الأرض ، غير الإنس والجن ، فإنهم لو وجدوا تلك الرائحة لاشتغل كل واحد منهم بلذتها عن معيشته . ولا يجد تلك الرائحة ملك أو خلق الله تعالى إلا استغفر لأهل المجلس ، ويكتب لهم بعدد هذا الخلق كلهم حسنات ، ويرفع لهم بعددهم درجات ، سواء كان في المجلس واحد أو مائة ألف ، كل واحد يأخذ من هذا الاجر مثل هذا العدد ، وما عند الله أكثر . وللصلاة عليه ( ص ) فوائد لا تحصى ، منها : أنها تجلو القلب من الظلمة ، وتغني عن الشيخ ، وتكون سببا للوصول ، وتكثر الرزق ، وأن من أكثر منها حرم الله جسده على النار . وينبغي للشخص إذا صلى عليه أن يكون بأكمل الحالات ، متطهرا متوضئا مستقبل القبلة ، متفكرا في ذاته السنية ، لأجل بلوغ النوال والأمنية ، وأن يرتل الحروف ، وأن لا يعجل في الكلمات ، كما قال ( ص ) : إذا صليتم علي فأحسنوا الصلاة علي ، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض علي . وقولوا : اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك ، إمام الخير وقائد الخير ، ورسول الرحمة . اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون . رواه الديلمي موقوفا عن ابن مسعود رضي الله عنه . ( قوله : وعلى آله ) أتى بذلك امتثالا لخبر : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آله . ( وقوله : وأصحابه ) وجه ندب الاتيان بهم في نحو هذا المقام إلحاقهم بالآل ، بقياس الأولى ، لأنهم أفضل من الآل الذين لا صحبة لهم . والنظر لما فيهم من البضعة الكريمة إنما يقتضي الشرف من حيث الذات ، وكلامنا في أكثرية العلوم والمعارف هذا بناء على ما هو المشهور
13
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 13