نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 55
أي كيف لا يعطي هذا المكان الاعلى ط . قوله : ( ولها ) أي لرؤيته ربه تعالى في المنام قصة مشهورة ذكرها الحافظ النجم الغيظي . وهي أن الامام رضي الله عنه قال : رأيت رب العزة في المنام تسعا وتسعين مرة فقلت في نفسي : أن رأيته تمام المائة لأسألنه : بم ينجو الخلائق من عذابه يوم القيامة . قال : فرأيته سبحانه وتعالى فقلت : يا رب عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماءك ، بم ينجو عبادك يوم القيامة من عذابك ؟ فقال سبحانه وتعالى : من قال بعد الغداة والعشي ( سبحان الأبدي الأبد ، سبحان الواحد الاحد ، وسبحان الفرد الصمد ، سبحان رافع السماء بلا عمد ، سبحان من بسط الأرض على ماء جمد ، سبحان من خلق الخلق فأحصاهم عدد ، سبحان من قسم الرزق ولم ينس أحد ، سبحان الذي يتخذ صاحبه ولا ولد ، سبحان الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) نجا من عذابي اه . ط . قوله : ( على رجله اليمني الخ ) فيه أن هذا مخالف للسنة اه . أي لصحة الحديث في النهي عنه . وأجاب الشرنبلالي بحملة على التراوح ، فإنه أفضل من نصب القدمين . وتفسير التراوح : أن يعتمد المصلي على قدم مرة وعلى الأخرى مرة أخرى : أي مع وضع القدمين على الأرض بدون رفع إحداهما ، لكن يبعده قوله : ووضع اليسري على ظهرها الخ . أفاده ط . وقد يقال : للامام رضى الله تعالى عنه مقصد حسن : وفي ذلك نفي الكراهة عنه ، كما قالوا : يكره أن يصلي الرجل حاسرا عن رأسه ، لكن إذا قصد التذلل فلا كراهة . ثم رأيت بعض العلماء أجاب بذلك فقال : إنما فعل ذلك مجاهدة لنفسه ، وليس يبعد أن يكون غرض مجاهدة النفس بذلك ممن لم يختل منه خشوعه مانعا للكراهة اه . قوله : ( حق عبادتك ) من أضافة الصفة للموصوف : أي عبادتك الحقة التي تليق بجلالك ، بل هي بقدر ما في وسعه ط . قوله : ( لكن عرفك ) استدراك على ما يتوهم من أن عدم عبادته حق العبادة نشأ من عدم المعرفة ، والمراد أنه عرفه بصفاته الدالة على كبريائه ومجده ، واستحقاقه دوام مشاهدته ومراقبته ، وليس المراد معرفة كنه الذات والصفات ، فإنه من المستحيلات ط . قوله : ( فهب ) من الهبة : وهي العطية . يقول وهبت له : أي أعط نقصان الخدمة لكمال المعرفة . أي شفع هذا بهذا كما في : هب مسيئنا لمحسننا . قوله : ( ولمن اتبعك ) أي في الخدمة والمعرفة أو فيما أدى إليه اجتهادك من الأوامر والنواهي ، ولم يزغ عنها لا بمجرد التقليد . قوله : ( إلى يوم القيامة ) متعلق بكان التامة أو باتبعك . قوله : ( وقيل لأبي حنيفة ) ذكر في التعليم هذه العبارة عن أبي يوسف ، ثم قال : قيل لأبي حنيفة رضي الله تعالى عنه : بم أدركت العلم ؟ قال : إنما أدركت العلم بالجهد والشكر ، وكلما فهمت ووقفت على فقه وحكمة قلت : الحمد لله فازداد
55
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 55