نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 35
( وأطل عمره ) ومذهب أهل السنة أن الدعاء ينفع وإن كان كل شئ بقدر . واستفيد من كلام الشارح أنه ألف كتابه هذا في حياة شيخه المذكور ، وهو كذلك ، فإنه سيذكر آخر الكتاب أنه فرغ من تأليفه سنة 1071 ، فيكون قد فرغ من تأليفه قبل موت شيخه المذكور بعشر سنين . قوله : ( إن هذا الحديث الخ [1] ) فيه من أنواع البديع المذهب الكلامي ، وهو إيراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام نحو ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) وبيانه أن تفضيل المرء بأوصافه لا بتقدمه ، لان كل متقدم قد كان حادثا ، ولم يزد بتقدمه عما كان عليه وقت حدوثه ، وهذا المعاصر الذي سيمضي عليه زمان يصير فيه قديما فإذا فضلتم ذلك المتقدم بأوصافه لزمكم تفضيل ذلك المعاصر الذي سيبقى قديما بأوصافه أيضا ، . هذا المعنى قول الإمام المبرد : ليس لقدم العهد يفضل الفائل [2] ولا لحداثته يهضم المصيب ، ولكن يعطى كل ما يستحق اه . قال الدماميني في شرح التسهيل بعد نقله كلام المبرد : وكثير من الناس من تحرى هذا البلية الشنعاء ، فتراهم إذا سمعوا شيئا من النكت الحسنة غير معزو إلى معين استحسنوه بناء على أنه للمتقدمين ، فإذا علموا أنه لبعض أبناء عصرهم نكصوا على الأعقاب واستقبحوه ، أو ادعوا أن صدور ذلك عن عصري مستبعد ، وما الحامل لهم على ذلك إلا حسد ذميم وبغي مرتعه وخيم أو ملخصا . قوله : ( على أن الخ ) بمنزلة الاستدراك على ما يتوهم من قوله : فهاك الخ ، من أن المراد مدح نفسه وتأليفه ، وأن المقصود بالشهرة التأليف ط . قوله : ( شيخي ) في بعض النسخ زيادة : ( أبو بركتي وولي نعمتي ) قال ط . البركة اتساع الخير ، وولي فعيل بمعنى فاعل : أي متولي نعمتي . والمراد بالنعمة : نعمة العلم التي هي من أعظم النعم ا ه . قوله : ( محمد أفندي ) قال المحبي في تاريخه : هو ابن تاج الدين بن أحمد المحاسني الدمشقي الخطيب بجامع دمشق ، أشهر آل بيت محاسن وأفضلهم ، كان فاضلا كاملا أديبا لبيبا ، لطيف الشكل وجيها ، جامعا لمحاسن الأخلاق ، حسن الصوت ولي خطابة جامع السلطان سليم بصالحية دمشق ، ثم صار إماما بجامع بني أمية وخطيبا فيه ، وقرأ فيه صحيح مسلم ، وكتب عليه بعض تعاليق . وولي درس الحديث تحت قبة النسر من الجامع المذكور ، وكان فصيح العبارة ، وانتفع به خلق من علماء دمشق ، منهم شيخنا العلامة المحقق الشيخ علاء الدين الحصكفي مفتى الشام ، وله شعر حسن وتحريرات تدل على علمه . ولد سنة 1013 وتوفي سنة 1072 ورثاه شيخنا العلامة المحقق الشيخ عبد الغني النابلسي بقصيدة جيدة إلى الغاية قوله : ليهن رعاع الناس وليفرح الجهل * فبعدك لا يرجو البقا من له عقل أيا جنة قرت عيون أولي النهى * بها زمنا حتى تداركها المحل
[1] قوله : ( الحاشية ان هذا الحديث ) كذا بخط المحلى ، والموافق الشارح ان يقول إن ذاك للقديم كما هي الرواية في البيت ا ه . [2] قوله : ( الفائل ) هو بالفاء : اي ضعيف الرأي ، وقوله ولا لحداثته الخ لفظ المبرد على ما نقله صاحب القاموس في الخطبة عنه : ولا لخدماته يهتضم المصيب ا ه ، قاله نصر الهوريني .
35
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 35