نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 341
إسم الكتاب : حاشية رد المحتار ( عدد الصفحات : 714)
الشاة بحر . وله نظائر تأتي قريبا ، ولا تظن أن كل ما دخلته النار يطهر كما بلغني عن بعض الناس أنه توهم ذلك ، بل المراد أن ما استحالت به النجاسة بالنار أو زال أثرها بها يطهر ، ولذا قيد ذلك في المنية بقوله : في مواضع . قوله : ( وغلي ) أي بالنار كغلي الدهن أو اللحم ثلاثا على ما سيأتي بيانه . قوله : ( غسل بعض ) أي بعض نحو ثوب تنجس شئ منه كما سيأتي الكلام عليه . قوله : ( تقور ) أي تقوير نحو سمن جامد من جوانب النجاسة ، فهو من استعمال مصدر اللازم في المتعدي كالطهارة بمعنى التطهير كما أفاده الحموي . وخرج بالجامد المائع ، وهو ما ينضم بعضه إلى بعض فإنه ينجس كله ما لم يبلغ القدر الكثير على ما مر ا ه . فتح : أي بأن كان عشرا في عشر ، وسيأتي كيفية تطهيره إذا تنجس . قوله : ( ويطهر زيت ) قد ذكر هذه المسألة العلامة قاسم في فتاواه ، وكذا ما سيأتي متنا وشرحها من مسائل التطهير بانقلاب العين ، وذكر الأدلة على ذلك بما لا مزيد عليه ، وحقق ودقق كما هو دأبه رحمه الله تعالى ، فليراجع . ثم هذه المسألة قد فرعوها على قول محمد بالطهارة بانقلاب العين الذي عليه الفتوى ، واختاره أكثر المشايخ خلافا لأبي يوسف كما في شرح المنية والفتح وغيرهما . وعبارة المجتبى : جعل الدهن النجس في صابون يفتى بطهارته لأنه تغير ، والتغير يطهر عند محمد ، ويفتى به للبلوى ا ه . وظاهره أن دهن الميتة كذلك لتعبيره بالنجس دون المتنجس ، إلا أن يقال : هو خاص بالنجس لان العادة في الصابون وضع الزيت دون بقية الادهان . تأمل . ثم رأيت في شرح المنية ما يؤيد الأول حيث قال : وعليه يتفرع ما لو وقع إنسان أو كلب في قدر الصابون فصار صابونا يكون طاهرا لتبدل الحقيقة ا ه . ثم اعلم أن العلة عند محمد هي التغير وانقلاب الحقيقة ، وأنه يفتى به للبلوى كما علم مما مر ، ومقتضاه عدا اختصاص ذلك الحكم بالصابون ، فيدخل فيه كل ما كان فيه تغير وانقلاب حقيقة وكافيه بلوى عامة ، فيقال : كذلك في الدبس المطبوخ إذا كان زبيبه متنجسا ، ولا سيما أن الفأر يدخله فيبول ويبعر فيه وقد يموت فيه . وفيه بحث كذلك بعض شيوخ مشايخنا فقال : وعلى هذا إذا تنجس السمسم ثم صار طحينة يطهر ، خصوصا وقد عمت به البلوى ، وقاسه على ما إذا وقع عصفور في بئر حتى صار طينا لا يلزم إخراجه لاستحالته . قلت : لكن قد يقال : إن الدبس ليس فيه انقلاب حقيقة لأنه عصير جمد بالطبخ ، وكذا السمسم إذا درس واختلط دهنه بأجزائه ففيه تغير وصف فقط ، كلبن صار جبنا ، وبر صار طحينا ، وطحين صار خبزا ، بخلاف نحو خمر صار خلا ، وحمار وقع في مملحة فصار ملحا ، وكذا دردي خمر صار طرطيرا ، وعذرة صارت رمادا أو حمأة ، فإن ذلك كله انقلاب حقيقة إلى حقيقة أخرى ، لا مجرد انقلاب وصف كما سيأتي ، والله أعلم . قوله : ( رش بماء نجس ) أي أو بال فيه صبي أو مسح بخرقة مبتلة نجسة . حلية . قوله : ( لا بأس بالخبز فيه ) أي بعد ذهاب البلة النجسة بالنار وإلا تنجس كما في الخانية . قوله : ( ذكره الحلبي ) وعلله بقوله : لاضمحلال النجاسة بالنار وزوال أثرها .
341
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 341